تنطلق غداً الأحد الانتخابات المحلية والبلدية في تركيا، لاختيار حوالى نصف مليون شخص كممثلين محليين في القرى والمدن والمحافظات حيث سينُتخب المخاتير وأعضاء المجالس البلدية ورؤساء البلديات. ولفتت إحصاءات الى ان ذلك يعني انتخاب شخص من بين كل 92 مواطناً، في هذه الانتخابات التي شهد التحضير لها الكثير من النقاش بسبب تغيير آلية الإحصاء وإثبات محل الإقامة، وإلغاء عدد من البلديات الصغيرة او دمجها مع اخرى مجاورة، وهي الخطوة التي انتقدتها المعارضة متهمة الحكومة بتوسيع دوائر نفوذ البلديات التي تسيطر عليها وإلغاء عدد مهم من البلديات الصغيرة التي عادة ما تفوز بها المعارضة. وتظهر استطلاعات الرأي العام ان حزب العدالة والتنمية الحاكم يحافظ على تقدمه الكبير مقارنة ببقية الأحزاب، وأن نتائج الانتخابات ستكون قريبة جداً من نتائج الانتخابات الاشتراعية الأخيرة التي أجريت في تموز (يوليو) 2007 وحصل فيها حزب العدالة والتنمية على نسبة 47 في المئة من الأصوات، يتبعه «حزب الشعب الجمهوري» الأتاتوركي بزعامة دنيز بايكال بنسبة 22 في المئة و «حزب الحركة القومية» بزعامة دولت باهشلي بنسبة 16 في المئة. كما تتوقع الاستطلاعات ان يزيد «حزب السعادة» الإسلامي من اصواته، لكنها قد لا تتجاوز نسبة 4 في المئة، وذلك بعد اختيار الدكتور نعمان كورطولمش زعيماً له خلفاً لرجائي كوطان الذي كان رئيس الوزراء الإسلامي السابق نجم الدين اربكان كلفه زعامة الحزب خلال الفترة الماضية. اما «حزب المجتمع الديموقراطي» ذو التوجهات الكردية والذي فضّل عدم المشاركة في الانتخابات السابقة بل دعم مرشحيه كمستقلين، فهو يشارك في الانتخابات في شكل علني ويتوقع حصوله على نسبة 4 في المئة من الأصوات، فيما يُعتبر التحدي الأهم للحزب الحفاظ على بلدية دياربكر عاصمة المحافظات ذات الغالبية الكردية جنوب شرقي تركيا، حيث ثمة منافسة قوية بين الحزب وحزب العدالة والتنمية. ويتربص كثير من احزاب المعارضة بالحكومة، بناءً على نتائج الانتخابات، اذ يُتوقع ان تحاول المعارضة الضغط على الحكومة لإجراء انتخابات اشتراعية مبكرة، في حال تراجعت اصوات الحزب الحاكم الى ما دون 40 في المئة. كما اتهمت المعارضة الحكومة بالاستفادة في دعايتها الانتخابية من مؤسسات الدولة وخدماتها، وبتوزيع مساعدات على المحتاجين من موازنة الحكومة قبل الانتخابات، وهو ما اثار نقاشاً حول استخدام الحكومة اسلوب الرشى الانتخابية. وتنطلق الانتخابات البلدية على وقع خبر وفاة النائب محسن يازجي اوغلو رئيس «حزب الوحدة الكبرى» القومي والإسلامي، اثر تحطم مروحية كانت تقله الأربعاء الماضي فوق جبال محافظة كهرمان مراش جنوب الأناضول التركي.