اعتاد الناخب التركي أن يفاجئه قادة الأحزاب أثناء حملاتهم الانتخابية، بطرح قضايا خارج ميدان السياسة، وعادة ما يطغى الانتقاد لشخص الخصم، على أحاديث الساسة والزعماء في الأيام الأخيرة قبل الانتخابات الاشتراعية. لكن يبدو أن الحملات الانتخابية هذا العام تتميّز بأمر جديد لم يُطرح سابقاً، وهو «الضرب تحت الحزام». والغريب أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذي دعا مراراً الى صوغ ميثاق شرف سياسي، لصون الألسن، فتح هذا الباب خلال حملاته الانتخابية التي ترتفع سخونتها الى درجة باتت تُخجل بعض الحضور والصحافيين الأتراك المحسوبين على الإسلاميين في تركيا. فبعد إعلانه برنامجاً انتخابياً طغت عليه مشاريع عمرانية ضخمة، في مقدمها حفر قناة بحرية في اسطنبول موازية للمضيق، شبيهة بقناة السويس، ركّز أردوغان على ظاهرة أشرطة الفضائح المصوّرة التي طاولت خصومه في حزبي «الشعب الجمهوري» الأتاتوركي و «حزب الحركة القومية»، إذ شنّ حملة انتقادات لاذعة وساخرة من أصحاب تلك الأشرطة، متسائلاً لمَ لا يُرشّح أبطالها ومن يظهر معهم فيها، على أساس أن هؤلاء «يحظون الآن بشهرة تفوق تلك التي لزعيم الحزب»، وعلى اعتبار أن «الحزب لن يقدّم سياسياً أي شيء يذكر، فلا ضير في أن يستفيد من هذه الدعاية المجانية». وأسهب أردوغان أخيراً في خطبه أمام أنصاره، في الحديث عن قصص تلك الأشرطة، الى درجة جعلت رئيس «حزب الشعب الجمهوري» كمال كيليجدار أوغلو يدعوه الى احترام مستوى المناظرات السياسية والحملات الانتخابية. أتى ذلك بعدما أضاف مجهولون شريطاً جديداً على الإنترنت، لنائبي «حزب الحركة القومية» رجائي يلدرم وأوميت شوبان أوغلو، يظهران فيه في أوضاع مخلّة مع نساء. وقال صاحب الشريط على الإنترنت إن لديه مزيداً، مشيراً الى أنه اضطر الى بثّ الشريط الجديد، احتجاجاً على عدم طرد هذين النائبين من الحزب، بعد الكشف عن أشرطة قديمة لهما، والاكتفاء بشطب اسميهما من لائحة المرشحين. أما دنيز بايكال، الرئيس السابق ل «حزب الشعب الجمهوري»، والذي استقال من منصبه العام الماضي بعدما كان ضحية شريط مشابه، فهو الآن مرشح عن الحزب في محافظة أنطاليا التي تشهد سجالاً قوياً بين حزبه و «حزب العدالة والتنمية» الحاكم. ويتساءل ساسة معارضون عن الجهة التي تملك تلك الأشرطة، والتي تظهر دوماً أنها في الولاياتالمتحدة، وفق الرابط الإلكتروني لعنوان الموقع الذي يبثها، محاولين الربط بينها وبين وجود الإسلامي فتح الله غولان زعيم جماعة النورسيين، في أميركا. والجماعة كشفت أخيراً تسجيلات سرية للجيش، وتساند الحزب الحاكم. وكتب أحمد هاكان في «حرييت»، أن أردوغان يواجه صعوبة ومشكلة حقيقية في اختيار مواضيع حملته الانتخابية.