قتل ستة مسلحين على الأقل من تنظيم «القاعدة» أمس بينهم سعوديان شمال صنعاء في عملية لقوات مكافحة الإرهاب اليمنية جاءت ضمن حملات دهم واسعة استهدفت في اليومين الأخيرين منازل عدة في أحياء متفرقة من العاصمة وأسفرت عن توقيف أكثر من 15 عنصراً بينهم أجانب. إلى ذلك اشتدت أمس ضراوة المواجهات بين الحوثيين وقوات الجيش المدعومة بمسلحين قبليين في محيط مدينة عمران شمال العاصمة وأخفقت مساعي السلطات المستمرة في الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وقالت مصادر أمنية وشهود ل «الحياة» إن وحدات من قوات مكافحة الإرهاب داهمت أمس منزلاً في منطقة بيت العذري التابعة لمديرية أرحب شمال صنعاء وقتلت ستة مسلحين من عناصر «القاعدة داخله بينهم سعوديان وأوقفت سبعة أشخاص أربعة منهم يحملون الجنسية السعودية وآخر يحمل الجنسية الكندية في حين قتل ضابط من الأمن القومي يدعى ناجي حسين خيران». وجاءت العملية الأمنية بعد ساعات من قصف الطيران اليمني على منازل في المنطقة نفسها التي فر إليها عدد من عناصر التنظيم قادمين من محافظتي شبوة وأبين جراء ضرب الجيش لمعاقلهم الرئيسة، في حين أفادت مصادر أمنية ل «الحياة» بأن «عمليات دهم أخرى كانت نفذتها وحدات مكافحة الإرهاب في اليومين الأخيرين في أحياء عدة من العاصمة أسفرت عن توقيف أكثر من 15 مشتبهاً بينهم أجانب». وكان مئات من مسلحي «القاعدة» شنّوا هجمات متزامنة ليل الجمعة- السبت على مقرات عسكرية وأمنية ومبانٍ حكومية ومصارف في مدينة سيئون وسط وادي حضرموت وخاضوا اشتباكات عنيفة مع قوات الجيش والأمن ما أسفر عن مقتل 13 جندياً على الأقل و 15 مسلحاً طبقاً لما أعلنته السلطات الأمنية في المدينة. في غضون ذلك تواصلت أمس مواجهات الحوثيين مع قوات الجيش المدعومة بمسلحين قبليين في محيط مدينة عمران شمال العاصمة لليوم السابع على التوالي، وقصف الحوثيون منزلاً لآل الأحمر في منطقة الجنات ورد الجيش بقصف مواقعهم، وسط تعثر لجهود الوساطة الرامية إلى وقف إطلاق النار. وقدرت مصادر محلية وعسكرية ل «الحياة» أن حوالى 14 شخصاً على الأقل قتلوا في مواجهات الأمس من الجانبين في منطقة جبل «الجنات» الذي سيطر عليه الحوثيون في وقت سابق ويطل على مدينة عمران من جهة الشرق. وكشفت مصادر في لجنة الوساطة الرئاسية «أن الحوثيين يرفضون وقف إطلاق النار ويشترطون إقالة محافظ عمران المنتمي إلى حزب الإصلاح (الإخوان المسلمون) وكذا قائد اللواء 310 القريب من الحزب وحلفائه القبليين» كما أنهم يؤكدون للوسطاء «أنهم يقاتلون من يصفونهم ب «التكفيرين» من مليشيات الإصلاح ولا يواجهون الجيش». وكان الحوثيون سيطروا في اليومين الماضيين على عدد من المناطق في محيط مدينة عمران وفجروا مقراً لحزب الإصلاح ومنازل لقادة فيه، في حين دان الحزب هذه التفجيرات واعتبرها في بيان له «عملاً إرهابياً وسلوكاً متطرفاً ينم عن عقلية ومشروع ماضوي متخلف ووحشي وغير قابل بالآخر». ويرفض الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الدخول في مواجهة معلنة مع الحوثيين رغم الضغوطات التي يتعرض لها من خصوم الجماعة التقليدين، ويكتفي بتشكيل اللجان الرئاسية للتفاوض مع الأطراف المتنازعة وإقناعها بالانصياع لمقررات مؤتمر الحوار الوطني ونبذ أعمال العنف.