أمهلت السلطات اليمنية المسلحين الحوثيين ورجال القبائل الموالين لحزب الإصلاح 12 ساعة لإخلاء مواقعهم في المناطق القبلية المحيطة بشمال غربي صنعاء، في وقت تسود مخاوف من تجدد المواجهات التي تحمل طابعاً مذهبياً وطائفياً، وسط اتهامات لجماعة الحوثي بمحاولة فرض سيطرتها على العاصمة. وفيما أقرت اللجنة الأمنية العليا في اجتماعها أمس تكليف السلطات المحلية في محافظة صنعاء استلام المواقع التي يسيطر عليها طرفا النزاع ومنع التجول بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، طلب الرئيس عبدربه منصور هادي من البرلمان الموافقة على تعديل مادة في الدستور ليتمكن من تعيين أعضاء جدد في مجلس الشورى. وشددت اللجنة الأمنية في بيان أعقب اجتماعها، على إجلاء العناصر المسلحة «من الجبال والتلال ومداخل القرى في مديرية همدان في ظرف 12 ساعة» ، ووضعت قوة من الجيش «تحت تصرف السلطات المحلية لاستخدام القوة ضد أي طرف يرفض إخلاء مواقعه ويخالف تعليمات اللجنة الأمنية العليا». وكانت قرى ومناطق همدان القريبة من العاصمة شهدت مواجهات عنيفة في وقت سابق بين الحوثيين وعناصر قبلية موالية لحزب الإصلاح، ما أدى إلى مقتل أكثر من ثلاثين شخصاً في وقت يتهم الحوثيون بأنهم «يحاولون إحكام قبضتهم على العاصمة بعد التخلص من خصومهم القبليين والمذهبيين في المناطق المحيطة بها». ويقول الحوثيون الذين يبسطون سيطرتهم على صعدة في شمال البلاد ومناطق واسعة من عمران ومحافظات أخرى، إنهم يدافعون عن أنصارهم «الذين يتعرضون لقطع الطرق والاعتداء بالسلاح في ظل غياب أجهزة الدولة وتواطؤ قادة عسكريين موالين لحزب الإصلاح (الإخوان) ضدهم». في غضون ذلك، طلب الرئيس هادي من مجلس النواب إجراء تعديل على مادة في الدستور بما يسمح له بتعيين أعضاء جدد في مجلس الشورى، تنفيذاً لمخرجات الحوار الوطني التي أقرت توسيع المجلس مع ضمان نصف مقاعده للجنوبيين، وتعيين أعضاء من مختلف القوى السياسية والأطراف التي شاركت في مؤتمر الحوار. وفي حين أعلن البرلمان موافقته على مناقشة مبدأ التعديل الدستوري في غضون 72 ساعة، ذكرت المصادر الحكومية أن هادي استقبل أمس في صنعاء نائب مستشار الأمن القومي البريطاني للشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب، وناقش معه عدداً من القضايا المتصلة بالجانب الأمني وأبرزها التهريب. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) عن هادي قوله إن «مكافحة التهريب في ساحل اليمن البالغ طوله حوالى 2600 كلم في حاجة إلى العمل الجاد لتوفير الإمكانات والتجهيزات التي تتطلبها القوات المختصة بمكافحة التهريب وإيجاد شراكة واسعة من أجل الأمن والاستقرار في اليمن ومنطقة الجزيرة والخليج». على الصعيد الأمني أفادت مصادر محلية في مدينة الشحر التابعة لمحافظة حضرموت (شرق)، أن مسلحين مجهولين أطلقا النار على سيارة تابعة للإمداد العسكري في منطقة وادي دفيقة شرق المدينة، قبل أن يحرقاها، ما أدى إلى قتل جنديين.