تشهد الحكومة الإيطالية انقساماً حاداً بسبب الأزمة الليبية، لكنها لا تواجه على ما يبدو خطر السقوط. وتسبب قرار رئيس الحكومة سيلفيو برلسكوني مشاركة قوات بلاده في عمليات القصف الجوي على مواقع الزعيم الليبي معمّر القذافي، في انقسام حاد بين مؤيديه ودفع حليف برلسكوني الوحيد في الائتلاف الحاكم إلى إطلاق تصريحات حادة ضد القرار. وأعلنت رابطة الشمال الإيطالية معارضتها الفورية لقرار برلسكوني. وقال زعيم الرابطة أومبيرتو بوسِي مباشرة بعد المؤتمر الصحافي الذي جمع بيرلسكوني والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي: «أصبحنا مستعمرة فرنسية». وشدّد بوسّي على موقفه هذا في حوار نشرته الصحيفة المركزية للرابطة «بادانيا»، وأعرب عن قلقه الشديد إزاء موقف برلسكوني واصفاً إياه ب «الخطير جداً» لما قد يترتّب عنه من نتائج، معتبراً أن «اللاجئين سيغزون» إيطاليا. وأشارت «بادانيا» إلى غضب بوسِي الشديد وهو يتحدث عن سلوك الرئيس الفرنسي، إذ قال إن «نيكولا ساركوزي كان يصرخ: أنا أريد هذا، أنا أريد (تحقيق) ذلك». ووجّه زعيم رابطة الشمال انتقاده الحاد لحليفه برلسكوني بالقول: «برلسكوني كان يظن أنه حين يقول نعم لكل شيء، فإن ذلك سيكسبه ثقلاً دولياً جديداً». وكان القيادي في رابطة الشمال الوزير روبيرتو كالديرولي اعتبر قرار رئيس الوزراء الإيطالي بخصوص التدخل العسكري في ليبيا «خضوعاً لرغبات حكومة باريس» وبكونه «وصمة عار». وأعلن برلسكوني أنه «يتفهّم موقف الرابطة المستغرب للقرار». وأكد أن قراره «لم يكن سهلاً، ولكن كان علينا اتخاذه، مع الاحترام لموقف حلفائنا (في رابطة الشمال)». وشرح برلسكوني سبب القرار الإيطالي المفاجئ بالقول: «الوضع في ليبيا، مع هذه الحرب الأهلية التي أدت إلى مقتل 10 آلاف شخص، جعلت من الضروري أن نقوم بمبادرة في إطار قرار الأممالمتحدة». وعلّق سكرتير الحزب الديموقراطي المعارض بيار لويجي بيرساني على نتائج اجتماع برلسكوني وساركوزي بالقول: «أعتقد أنه لا وجود ولو لملف واحد لم ينتصر الفرنسيون فيه».