أكدت فرنسا أمس أن هدف الضربات العسكرية التي يشنها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا «ليس قتل» العقيد معمر القذافي بل إضعاف قواته للسماح لليبيين بالتخلص من نظامه. وجاء موقفها عشية اللقاء الثاني لمجموعة الاتصال الخاصة بالملف الليبي والذي يُعقد في روما اليوم. وقال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتّيني إن أهداف اجتماع روما اليوم تحددت في «تنسيق المبادرات السياسية، الدعم الاقتصادي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي في بنغازي، ووضع خريطة طريق للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وتشكيل جمعية تأسيسية للتوصل إلى مصالحة في البلاد». وسيرأس الاجتماع كل من الوزير الإيطالي فراتّيني ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ويشارك فيه ممثلو 22 دولة، و7 منظمات دولية و4 دول بصفة مراقب. وقد وُجّهت الدعوة إلى المجلس الوطني الانتقالي الليبي، كما حصل في الاجتماع السابق في الدوحة. وسيناقش الاجتماع في المقام الأول قضية المساعدات الاقتصادية للمتمردين. وفي حين أعلن وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه العمل على تحديد آلية مالية لدعم المجلس الوطني الانتقالي، أشار فراتّيني إلى البحث عن وسائل قانونية تسمح ببيع النفط المنتج في منطقة شرق ليبيا إلى ممولين ومشترين دوليين. وأضاف أن «إيطاليا تسعى إلى لعب دور أساسي في لقاء روما للتوصل إلى قرار حول استخدام وسائل اقتصادية شفافة». وأعلن مسؤول المال والاقتصاد والنفط في المجلس الوطني الليبي علي ترهوني أن «هناك اتفاقاً مع القوى الكبرى العالمية حول سلسلة قروض تقوم على ثروات القذافي المجمدة سيتم إقراره في لقاء روما». وتوجه ترهوني إلى فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة مؤكداً الحاجة إلى ما بين بليونين وثلاثة بلايين دولار لتفادي الانهيار. ولم يُخف رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل، خلال زيارته الأخيرة لإيطاليا، ما يعول عليه من آمال على لقاء الخميس في روما، إذ دعا قوى التحالف الدولي إلى استغلال اللقاء من أجل توفير دعم أكبر للمنتفصين الليبيين في مواجهتهم لقوات القذافي. وكانت الحكومة الإيطالية قد اتخذت، بعد إنتهاء لقاء عبدالجليل ووزير الخارجية الإيطالي بساعات قليلة، قرار المشاركة في غارات حلف شمال الأطلسي الجوية على مؤيدي القذافي. وفي تطور متصل، أقر البرلمان الإيطالي بغالبية واسعة مشروع قرار يكلف الحكومة الإيطالية التنسيق مع الحلفاء لتحديد سقف زمني للعمليات الحربية في ليبيا. وكان رئيس الحكومة سيلفيو بيرلسكوني نزل عند رغبة حليفه الوحيد، زعيم رابطة الشمال الانفصالية، أومبيرتو بوسي لطرح قرار المشاركة في قصف مواقع القدافي على التصويت في البرلمان وهدد بالانسحاب من التحالف الحكومي في حال تمييز برلسكوني لموقفه عن الرابطة. وفي باريس، أكد وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه أن الهدف من العمليات العسكرية في ليبيا «ليس قتل» العقيد القذافي وإنما إضعاف قدرته على القمع، مشدداً على أن هذه العمليات لا بد من أن تنتهي بأسرع وقت ممكن. وقال جوبيه في حديث إلى قناة «فرانس 24» التلفزيونية الإخبارية إن «هدفنا ليس قتل» القذافي وانما «حرمانه من الأدوات التي يواصل استخدامها ضد الشعب الليبي». وتابع أن «الهدف ليس قتل» الزعيم الليبي بل «تمكين الليبيين أنفسهم من التخلص منه» من خلال «تركيز ضرباتنا على أهداف عسكرية في طرابلس». ووصف مقتل نجل القذافي بأنه من «الأعراض الجانبية» للضربات الجوية. وذكر جوبيه أن «التورط في ليبيا غير وارد» وان العمليات العسكرية «ينبغي أن تنتهي بأسرع وقت ممكن»، مشيراً إلى أنه «لم يمض على هذه العمليات سوى سبعة أسابيع، مما لا يحمل على القول بوجود تورط ومراوحة». وأوضح أن الضربات العسكرية التي تستهدف «زعزعة القدرات العسكرية للقذافي» تتزامن مع «مساعي إيجاد سبيل ندفع من خلاله نحو الحل السياسي» وان الضربات العسكرية ستستمر إلى أن يتم تعطيل القدرات القمعية للنظام الليبي. ولفت إلى أن اجتماع روما اليوم سيبحث في مكان وموعد عقد «مؤتمر لأصدقاء ليبيا» اقترحه الرئيس نيكولا ساركوزي، وأيضاً تحديد آلية «لتمويل المجلس الانتقالي».