روما - أ ف ب - يلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في روما اليوم، مع رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو بيرلوسكوني في محاولة لتهدئة التوتر الذي نشب بين فرنسا وايطاليا حول ملفات المهاجرين التونسيين وليبيا ومقتنيات الشركات الفرنسية من ايطاليا. وستكون الهجرة بلا شك النقطة الادق في القمة في حين يتعين على كل من بيرلوسكوني وساركوزي مواجهة الاحزاب المناهضة للهجرة التي باتت في موقع قوة كالجبهة الوطنية التي تقودها مارين لوبن في فرنسا ورابطة الشمال في ايطاليا. وفي 17 الشهر الجاري، اثارت باريس غضب روما بتعليقها حركة سير القطارات من مدينة فينتيميلي الحدودية الايطالية نحو جنوب شرقي فرنسا، معتبرة ان قطاراً كان على متنه متظاهرون يرافقون مهاجرين تونسيين قد يتسبب في الاخلال بالنظام العام. كما استاءت فرنسا من ايطاليا التي قررت منح اكثر من عشرين الف تونسي وصلوا الى سواحلها في كانون الثاني (يناير) الماضي، تراخيص اقامة مدتها ستة اشهر كي يتمكنوا من زيارة «اقارب واصدقاء» في فرنسا وغيرها من دول اوروبا. وقال جان بيار درني من معهد الشؤون الدولية في روما ان «بيرلوسكوني وساركوزي سيحاولان بلا شك تهدئة التوتر في هذا المجال»، مضيفاً ان «فرنسا وايطاليا أولتا بطريقة مختلفة» اتفاقات شنغن حول حرية التنقل في اوروبا. وأضاف ان «الاتفاق الايطالي التونسي (لمساعدة تونس على مكافحة الهجرة غير الشرعية) المبرم في الخامس من الجاري، جيد وبدأ تدفق المهاجرين يتراجع». وفي الثامن من الجاري، عقد وزيرا الداخلية الفرنسي والايطالي اجتماعاً في ميلانو كان يفترض ان يؤدي الى تسوية الخلافات بين البلدين لكن هذا التفاهم لم يكن سوى واجهة لم تصمد. وقال درني لذا «يجب اعادة فتح الحوار على اعلى مستوى كي لا تستفحل الازمة» متوقعاً ان تكون «القمة الثنائية سياسية بامتياز». وهناك نقطة اخرى تثير الخلاف بين البلدين وهي موقف فرنسا الطلائعي في ليبيا التي كانت مستعمرة ايطالية سابقاً وتملك فيها ايطاليا مصالح اقتصادية كبيرة لا سيما في مجال الطاقة (مجموعة ايني). وفي هذا المجال ايضاً وبعد انطلاقة بطيئة ترددت فيها ايطاليا في التخلي عن حليفها معمر القذافي، تطابقت المواقف الفرنسية والايطالية بعد ان اعترف البلدان رسمياً بالمجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين على نظام القذافي وقررا ارسال مستشارين عسكريين هناك. وقال جان بيار درني ان «باريس وروما ولندن اعلنت في آن واحد انها ترسل ضباط اتصالات للتعامل مع الثوار لكن ليس في شكل جماعي، في الوقت الراهن هناك تشابه في المواقف يمكن تنسيقه» بفضل القمة. واخيراً يتوقع ان يبحث ساركوزي وبيرلوسكوي «مشكلة» حملة شراء مجموعات فرنسية مواقع في ايطاليا ما اثار استياء الايطاليين حيث استولت شركة «ال في ام اتش» على «بولغاري» بينما تسعى مجموعة «لاكتاتيس» لانتاج الحليب الى اقتناء العملاق «بارمالات». وتوقع جان بيار درني بشأن السيادة الاقتصادية ان «يجدد الطرفان تأكيد المبادئ الاساسية التي تنص على عدم تدخل الدولة في (نشاطات) الاسواق وطي صفحة بارمالات». وخلص الى القول انه في نهاية المطاف «ليس هناك امر خطير» في العلاقات الفرنسية - الايطالية حتى وان كانت «ظهرت بعض الاختلافات امام الرأي العام»، معتبراً انها اختلافات من شأن القمة القصيرة ان تحولها الى ذكريات من الماضي. وأعلن المستشار الخاص للرئيس ساركوزي هنري غاينو الاحد ان فرنسا «لا تريد تعليق العمل بمعاهدة شنغن» بل «مراجعة بعض بنودها» التي تطرح مشكلة «في حالات خاصة» مصححاً تصريحاً سابقاً صدر عن الرئاسة الفرنسية. وصرح غاينو بأنها «قضية منطق، لا يمكننا ان نستقبل الجميع» مشيراً الى تونس حيث قال ان «الرهان هو مساعدتهم على طريق الديموقراطية وليس على رحيل قواهم الحية» في اشارة الى عشرين الف تونسي وصلوا الى السواحل الايطالية منذ مطلع كانون الثاني بشكل غير شرعي. وأوضح ان «نتيجة كل ذلك لا يمكن ان تكون تدفق المهاجرين بكثافة من الجنوب الى الشمال». وأعلن قصر الاليزيه الجمعة ان فرنسا تفكر في طريقة تعليق موقت لاتفاق «شنغن» معتبراً ان طريقة ادارته «فشلت» امام تدفق المهاجرين القادمين الى اوروبا، خصوصاً من تونس، عبر ايطاليا.