علقت الدوائر الرسمية في محافظة نينوى دوامها، باستثناء دوائر الصحة لمدة يوم واحد، تلبية لدعوة من المحافظ أثيل النجيفي ومساندة مجلس المحافظة، احتجاجاً على فض الاعتصامات بالقوة، فيما اتهم قائد العمليات في نينوى «جهات سياسية وتنظيم القاعدة» و»حزب العودة» «الجماعة النقشبندية» بدعم التظاهرات والاعتصامات انطلاقاً من المحافظة باتجاه باقي مناطق العراق. وقال عضو «قائمة الحدباء» العربية في مجلس نينوى الشيخ سالم عرب في تصريح إلى «الحياة» إن «المحاولات مستمرة للاعتصام، لكن هناك توجس ومخاوف من الأجهزة الأمنية وانتشار بعض القطعات». ولفت إلى أن «عدد الجرحى جراء اقتحام القوات الأمن ساحة الأحرار والاعتداء على المعتصمين بلغ 30 جريحاً، لم يستطع بعضهم الوصول إلى المستشفيات خوفاً من الاعتقال». وأضاف أن «المحافظ أصدر قراراً بتعطيل الدوام في المحافظة ليوم واحد، رداً على تصرف قيادة العمليات في نينوى». وتشهد محافظة نينوى ومركزها الموصل (400 كم شمال بغداد) حركة اعتصامات وتظاهرات انطلقت في 9 الشهر الجاري، رداً على محاولات تمديد فترة بقاء القوات الأميركية بعد عام 2011، والمطالبة بإطلاق المعتقلين «الأبرياء» وتحسين الخدمات الأساسية. وعن احتمال تقديم أعضاء المجلس استقالاتهم احتجاجاً ،أوضح عرب أن «الجماهير هي التي انتخبتنا، ونحن مع إرادتها وكل الخيارات مفتوحة أمامنا في حال عدم تلبية مطالبها». وكانت قوات الشرطة فرقت أمس المتظاهرين في شارع خالد بن الوليد وسط الموصل، بعد أن منعت المعتصمين من التوجه إلى ساحة «الأحرار»، فيما شهدت ساحة الاحتفالات تظاهرة شارك فيها العشرات للتعبير عن تأييدهم لرئيس الوزراء نوري المالكي وقادة الأجهزة الأمنية. إلى ذلك، قال قائد العمليات الفريق حسن كريم خضير في تصريح إلى «الحياة» إن «هناك تغييراً في مجرى التظاهرات وهناك بيت مال مخصص لها من خلال نحر الذبائح وإقامة الضيافة والسرادق والخيم». واتهم أطرافاً سياسية لم يسمها بالوقوف وراء الاحتجاجات وكذلك «حزب العودة (البعث) والطريقة النقشبندية وتنظيم «القاعدة»، «من خلال الزج بإرهابيين معروفين كان لهم صولات وجولات في الموصل مثل محمد خلف شكاره والملا مهدي اللذين عاثا في مدينة الموصل فساداً من خلال عمليات القتل والتفجير». وأضاف:»لاحظت وجود صور لمحمد خلف شكاره القائد العسكري لتنظيم القاعدة ترفع في هذه التظاهرات، كما أن هناك انطلاقة للتظاهرات من المدينة باتجاه مدن العراق». وزاد: «نحن مستعدون للاستماع إلى مطالب المتظاهرين، ولكن من يقوم بها هم مثيرون للفوضى والشغب، والدليل أن 18 من منتسبينا أصيبوا نتيجة الطعن بالسكاكين والحراب التي كان يحملها المتظاهرون».