مع انتهاء الأعياد اليهودية، يستأنف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو مساعيه الديبلوماسية الدولية لإقناع دول أوروبية بعدم دعم مشروع القرار الفلسطيني المتوقع طرحه على الأممالمتحدة في أيلول (سبتمبر) المقبل للاعتراف بفلسطين دولة مستقلة على أساس حدود العام 1967. ويعتزم نتانياهو زيارة لندن الأسبوع المقبل لإقناع حكومتها بعدم تأييد المشروع الفلسطيني، وقد يزور باريس أيضاً على أن يزور عواصم أوروبية أخرى في الأسابيع المقبلة. وكان زار قبل أقل من شهر كلاً من برلين وبراغ وأعلن في ختام الزيارتين أنه نجح في إقناع حكومتي ألمانيا وتشيكيا بعدم دعم قرار فلسطيني أحادي الجانب بإعلان قيام دولة مستقلة بداعي أن من شأن تأييد خطوات أحادية الجانب أن يجعل الفلسطينيين يبتعدون نهائياً عن طاولة المفاوضات مع إسرائيل. وسينقل نتانياهو الرسالة ذاتها لقادة بريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول الأوروبية التي يعتزم زيارتها. ووفقاً لأوساط سياسية إسرائيلية فإن إسرائيل تتوقع أن يحظى المشروع الفلسطيني بتأييد أكثر من 140 دولة، لكنها تعمل على أن لا تؤيده «دول لها وزنها النوعي في العالم» لتدعي لاحقاً أن الدول التي دعمت القرار هي من المؤيدة على الدوام قرارات مناوئة للدولة العبرية في هيئة الأممالمتحدة. إلى ذلك يعدّ نتانياهو لإلقاء خطاب سياسي أمام مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين في الأسبوع الأخير من الشهر المقبل، يطرح فيه أفكاره لحل الصراع ويكون استمراراً لخطابه السياسي في جامعة بار ايلان في تل أبيب قبل نحو عامين الذي اعترف فيه لأول مرة بحل الدولتين للشعبين. واستبق المعسكر المتشدد في حزب «ليكود» الذي يتزعمه نتانياهو الخطاب الذي سيلقيه الأخير بممارسة ضغوط عليه «كي لا يميل إلى اليسار في الخطاب الذي سيلقيه في الكونغرس الأميركي. ويحذر أقطاب المعسكر نتانياهو من أن يقدم الأخير «تنازلات» في خطابه هذا. ودعا النائب داني دانون الذي يقود هذا المعسكر إلى اجتماع لنواب ووزراء الحزب منتصف الشهر المقبل قبل سفر نتانياهو إلى الولاياتالمتحدة، «لبلورة مبادرة تقضي بضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين في حال أعلن الفلسطينيون في قرار أحادي الجانب استقلال دولتهم». وأعلن عدد كبير النواب وبعض وزراء «ليكود» دعمهم الفكرة في مقدمهم وزير شؤون الشتات اليهودي ووزير الإعلام يولي إدلشتاين.