سيسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى محاولة إقناع دول أوروبا بعدم تأييد دولة فلسطينية في الأممالمتحدة في سبتمبر المقبل، ولذلك سيسافر لهذه الغاية الأسبوع المقبل إلى لندن وربما إلى باريس ودول أوروبية أخرى في الأسابيع المقبلة بعد أن كان زار مؤخرا برلين وبراج. وقالت مصادر إسرائيلية: "الرسالة التي سينقلها نتنياهو إلى زعماء الدول هي أن تأييد الخطوة أحادية الجانب سيؤدي بالفلسطينيين إلى الابتعاد عن المفاوضات مع إسرائيل"، وإن كانت التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أنه في حال إجراء التصويت في الأممالمتحدة فإن نحو 140 دولة ستؤيد الطلب الفلسطيني بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. في الغضون وفيما يستعد نتنياهو لإلقاء خطاب سياسي يسعى من خلاله إلى إخراج إسرائيل من عزلتها السياسية فإن أوساط اليمين الإسرائيلي بدأت بالضغط عليه لعدم القبول بحل سياسي يقربه من اليسار الإسرائيلي وإلا فإنه سيخسر دعم اليمين له. وفي هذا الصدد أعلن النائب من حزب (الليكود) داني دانون أنه مع عودة الكنيست من إجازتها فإنه يعتزم عقد اجتماع دعي إليه ضمن وزراء ونواب آخرين "لبلورة مبادرة لضم المستوطنات إلى إسرائيل، إذا ما أعلن الفلسطينيون عن دولة بشكل أحادي الجانب"، وهو توجه يؤيده عشرات النواب والوزراء الإسرائيليون غير أن مسؤولين كبار في وزارة الخارجية الإسرائيلية أشاروا إلى أنه إذا ما اتخذت إسرائيل خطوات مثل ضم الكتل الاستيطانية، فإن هذا لن يؤدي إلا إلى تعقيد وضعها وعرضها كرافضة للسلام. بدوره دعا الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة، إلى التوجه إلى "مجلس الأمن بمشروع فلسطيني عربي مؤيد من 142 دولة لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وذلك قبل حلول سبتمبر المقبل". من جهتها استنكرت الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، مطالبة الاحتلال الإسرائيلي بخفض صوت الأذان في مساجد القدس، بحجة إزعاجه للمستوطنين الإسرائيليين، وقالت: "إن ادعاء المغتصبين المحتلين، بأنهم ينزعجون من صوت الأذان الذي تصدح به مآذن القدس وعلى رأسها مآذن المسجد الأقصى هو الصلف بعينه والتمادي بحاله". وعلى صعيد آخر، نفى كبير المفاوضين الفلسطينيين، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن يكون قد التقى كبير المفاوضين الإسرائيليين اسحق مولخو لبحث ما سيتضمنه الخطاب المرتقب لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وقال: "لا صحة لهذه الأنباء على الإطلاق، فالمفاوضات مع الجانب الإسرائيلي متوقفة تماما". على الصعيد الفلسطيني الداخلي، اعتبرت حركة حماس تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي قال فيها: إنه "حذر الإدارة الأميركية خلال الثورة المصرية من عواقب سقوط نظام مبارك "دليل عدائه للثورة المصرية ودفاعه عن الأنظمة الفاسدة حتى بعد سقوطها"، مشيرة إلى أن هذه التصريحات تمثل تدخلا سافرا في الشأن الداخلي لإحدى الدول العربية المؤازرة للقضية الفلسطينية.