سيتجدد الصراع بين البرتغالي جوزيه مورينيو والإسباني جوسيب غوارديولا مدربي ريال مدريد وبرشلونة، عندما يتواجه الفريقان في ذهاب نصف نهائي مسابقة دوري أبطال اوروبا لكرة القدم الأربعاء في مدريد. وهي المباراة الرابعة بين الغريمين هذا الموسم قبل المواجهة الخامسة في إياب نصف النهائي الاسبوع المقبل (3 أيار/مايو) على ملعب "كامب نو" والتي قد تلخّص الموسم، لذلك أصبح المدربان على دراية كاملة بمكامن قوى "الملكي" و"الكاتالوني". تبدو بصمة مورينيو واضحة على الفرق التي تعاقب على تدريبها من بورتو البرتغالي، مرورواً بتشلسي الإنكليزي وإنتر ميلان الإيطالي وصولاً إلى ريال مدريد، على غرار غوارديولا الذي ترك بصمة كبيرة إنما مع فريق واحد نظراً لمسيرته التدريبية اليافعة لكن المدججة بالألقاب. فمورينيو وغوادريولا أحرزا اللقبين الأخيرين في المسابقة القارية مع إنتر ميلان (2010) وبرشلونة (2009). لكن المواجهة الأولى في الدوري الاسباني، كانت كاسحة لمصلحة غوارديولا الذي قاد "بلاوغرانا" إلى الفوز 5-صفر، كما أن المواجهة الثانية كانت في طريقها كي تصب في مصلحة غوارديولا قبل أن يحصل ريال على ركلة جزاء "مشكوك بها" وتنتهي بالتعادل 1-1. عانى ريال كثيراً من سيطرة لاعبي "بارسا" على الكرة في منتصف الملعب عبر الثلاثي الضارب أندريس أنييستا وشافي والأرجنتيني ليونيل ميسي، وقدّم مستوى راقياً لدرجة دفعت بالرئيس الفخري لريال وأسطورة النادي السابقة ألفريدو دي ستيفانو أن يصف لاعبي ريال بالفئران الهاربين من أسود برشلونة. لكن مورينيو، وعلى رغم ضعف موقفه بعد مباراة الدوري، كان قوياً كالعادة وقال: "أنا المدرب"، وأنه سيختار التشكيلة بنفسه وليس دي ستيفانو. كانت الفرصة سانحة لمورينيو الذي وصل إلى مدريد الصيف الماضي، بالثأر في نهائي الكأس، وبالفعل تمكّن من ذلك ولو أن برشلونة هيّمن على مجريات الشوط الثاني حيث صال وجال أمام مرمى الحارس إيكر كاسياس. نجح مورينيو في الضغط على الخصم والقيام بهجمات مرتدة مدوية. إنقسم برشلونة إلى نصفين ولم يعد قادراً على خلق الفرص في الشوط الأول. إستغل برشلونة تعب لاعبي ريال في الثاني وإنقض عليه من دون ان يتمكّن من إدراك الشباك. لكن قوة شكيمة لاعبي ريال خصوصاً رونالدو، سمحت له بإقتناص هدف الفوز في الوقت الإضافي والتتويج باللقب. يمتلك مورينو تفوقاً معنوياً على غوارديولا على الساحة الأوروبية، بعدما نجح باقصائه من الدور نصف النهائي العام الماضي، ويتوقع أن يعيد توزيع لاعبيه الأربعاء خصوصاً البرازيلي بيبي صاحب البنية الجسدية الضخمة في وسط الملعب، وخط هجومه الذي لا يضم رأس حربة فعلي في ظل تواجد الارجنتيني انخل دي ماريا والألماني مسعود أوزيل والبرتغالي كريستيانو رونالدو، لكن الترسانة الهجومية جاهزة مع الفرنسي كريم بنزيمة والتوغولي إيمانويل اديبايور والعائد الأرجنتيني غونزالو هيغواين. بيدَ أن مورينيو قد يُجري تعديلات فنية في تشكيلته التي أصبحت مكشوفة أمام غوارديولا، بعد أن وضع بيبي في نهائي الكأس في مركز أكثر تقدماً من مباراة الدوري، وهي مفاجأة تكتيكية قد يلجأ اليها مجدداً الأربعاء. أما غوارديولا فوعد بعدم تغيير أسلوب الفريق الهجومي: " لا يمكنني نقل ما لا أشعر فيه. ما يمكنني نقله (للاعبين) هو أن نلعب أفضل ونهاجم أكثر" كما أثبت أن في إمكانه المراهنة في تكتيكه، على غرار الزج سابقاً بميسي في مركز رأس الحربة أو نقل بوسكيتس والأرجنتيني خافيير ماسشيرانو أخيراً من خط الوسط إلى قلب الدفاع.