أقيمت «مراسم وداع شعبية» للنجم الفرنسي جوني هاليداي في باريس بمشاركة عشرات الآلاف الذين أتوا لتوجيه تحية أخيرة إلى محبوبهم. ورافق الموكب الجنائزي الذي نقل نعش الفنان 700 درّاج وضعوا شارات سوداء جابوا جادة شانزيليزيه وسط تصفيق حار من الجموع وصولاً إلى كنيسة مريم المجدلية في وسط العاصمة الفرنسية حيث أقيمت الجنازة في حضور عائلته وفنانين وشخصيات سياسية رفيعة المستوى، على رأسهم الرئيس إيمانويل ماكرون. ومشت زوجته ليتيسيا وابنتاه جايد وجوي خلف النعش الذي مر أمام آلاف الأشخاص الذين اغرورقت أعينهم بالدموع. وأشاد رئيس الجمهورية بذكرى الفنان، قائلاً إنه «كان جزءاً منا، جزءاً من فرنسا». وأضاف أمام كنيسة مريم المجدلية وسط تصفيق حار من الحشود «يوم السبت هذا من كانون الأول (ديسمبر) تعيس جداً، لكن كان لا بد من أن تكونوا هنا لأن جوني كان هنا من أجلكم». وبثت مراسم الجنازة في الكنيسة على شاشات عملاقة ونقلتها المحطات التلفزيونية الفرنسية. واحتشد جمع غفير على مسار الموكب منذ ساعات الصباح الأولى، حتى أن البعض تمركز في موقعه منذ الليل، مثل أربعة رجال خمسينيين بلجيكيين أتوا من محيط بروكسل. وقال كلود بروس، وهو سبّاك في الخامسة والخمسين من العمر: «حرصت على توجيه تحية أخيرة لجوني الذي طبع حياتي». وأتى جوني (36 سنة) وليتيسيا (34 سنة) برنار مع ابنتهما أليس البالغة 11 سنة من شمال فرنسا للمشاركة في هذه المراسم. ويقول جوني الذي حضر أربع حفلات للفنان الراحل: «كان من المهم بالنسبة إلي أن أكرّم ذكراه تقديراً لكل السعادة التي جلبها لنا. وهو كان رجلاً رائعاً». وشبّهت نائبة فرنسية في الجمعية الوطنية وفاة جوني هاليداي برحيل الأديب الفرنسي الشهير فيكتور هوغو الذي جاب موكبه الجنائزي جادة شانزيليزيه عام 1885 بحضور مليوني شخص. وقد توفي جوني هاليداي الذي جسد موسيقى الروك الفرنسية بصوته القوي عن 74 سنة ليل الثلثاء- الأربعاء اثر اصابته بسرطان الرئة. وباع المغني الملقب ب «معبود الشباب» خلال مسيرته التي امتدت 57 عاماً اكثر من مئة مليون اسطوانة وعاصر مراحل عدة من بدايات الروك أند رول حين كان يعرف ب «الفيس فرنسا» الى «اليي يي»، مروراً بالمنوعات في الثمانينات الى جانب ميشال بيرجيه وجان-جاك غولدمان، قبل ان يعود في السنوات الأخيرة إلى جذور البلوز والروك. مسيرته الطويلة هذه منذ صدور أول اغنية له «تيميه فولمان» عام 1960، تخللتها أعمال ناجحة كثيرة منها «روتيان لا نوي» و «كو جو تيم» و «غابرييل» فضلاً عن «ما غول» و «كلكو شوز دو تينيسي» و «ألوميه لو فو» و «ماري». ويعد الفنان الذي لم يكن دوماً ذائع الصيت خارج بلده رمزاً من رموز الثقافة الفرنسية الشعبية. وقال رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب: «لم ألتق يوماً فرنسياً يعجز عن ذكر أغنيات عدة لجوني هاليداي»، مشيداً بذكرى «شخصية تشكل جزءاً لا يتجزأ من هويتنا الوطنية». ونصب مسرح على خشبة الكنيسة وضعت عليه آلة غيتار وأدت عليه فرقة جوني أشهر أغنياته التي كانت ترددها الحشود. وعلقت صورة له على واجهة العمارة النيوكلاسيكية وفي ساحة كونكورد أيضاً. ويضاء منذ الجمعة برج إيفل بعبارة «شكراً جوني» بالفرنسية التي برزت أيضاً على واجهة قاعة بيرسي للحفلات حيث أحيا النجم حفلات كثيرة. وسيوارى جوني هاليداي الثرى غداً الإثنين في جزيرة سان-بارتيليمي التي كان يحبها كثيراً ولديه دارة فيها.