انضم الرئيس شمعون بيريز إلى منتقدي رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو على عدم إطلاق مبادرة سياسية للتفاوض مع الفلسطينيين، وقال إنه ينبغي على إسرائيل عرض خطة للسلام خاصة بها وعدم الاتكال على خطط آخرين، في إشارة إلى نشر صحيفة «نيويورك تايمز» أول من أمس نبأ عن نية الرئيس باراك اوباما إطلاق مبادرة جديدة للسلام. ورفض بيريز التطرق مباشرة إلى «خطة أوباما» بداعي أنها لم تر النور بعد وأن الحديث هو عن تكهنات، لكنه أضاف أن «الطريق المثلى لتفادي فرض خطط علينا لا نرغب فيها هو أن نطرح خطة من جانبنا، وإذا وجدت خطة كهذه فلن يطلق غيرنا خطة». وتابع أن المشكلة ليست في اقتراح خطة سلام إنما في تطبيق السلام. والتزم مكتب نتانياهو الصمت وعدم التعقيب على ما نشرته الصحيفة الأميركية من أن اوباما يعتزم إلقاء خطاب قريباً يقدم فيه مقترحه لحال الصراع يقوم على أربع نقاط أساسية هي: دعوة إسرائيل إلى القبول بدولة فلسطينية على أساس حدود عام 1967، وأن يسقط الفلسطينيون حق عودة اللاجئين إلى ديارهم في مناطق عام 1948، وأن تكون القدس عاصمة للدولتين، وضمان أمن إسرائيل في إطار أي تسوية. لكن أوساطاً قريبة من نتانياهو سربت إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس أن إسرائيل لم تفاجَأ من النشر، وأن حديثاً عاماً يجري منذ أشهر عن نية اوباما إطلاق خطة سياسية جديدة، وأن مستشارين له زاروا إسرائيل في الأشهر الأخيرة وبحثوا الموضوع. ونقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» القريبة من نتانياهو عن أوساط الأخير قولها إن الغرض من النشر هو محاولة ممارسة ضغط على إسرائيل. وأضافت أن ثمة مقاربات متنوعة داخل البيت الأبيض في شأن الخطوة المستوجبة لكسر الجمود السياسي، وما نشر في «نيويورك تايمز» هو أحدها. وهاجم نواب في حزب «ليكود» الذي يتزعمه نتانياهو الرئيس الأميركي ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون «اللذين يحاولان طرح خطة هاذية وغير قابلة للتطبيق في الشرق الأوسط»، كما قالت النائب تسيبي حوتوبيلي، مضيفة أن رئيس الولاياتالمتحدة «يطرح خطة غير عملية وخطيرة لدولة إسرائيل، تتعارض وما قررته غالبية مواطني إسرائيل في الانتخابات الأخيرة». وكان السفير الأميركي السابق مارتن انديك نصح إسرائيل بأن تعلن اعترافها بدولة فلسطينية على أساس حدود عام 1967 مع تبادل أراضٍ متفق عليه. وقال إنه في حال عارضت الولاياتالمتحدة اعتراف الأممالمتحدة بفلسطين، فإن هذه المعارضة لن تلغي الاعتراف، وفي حال اتخذت الأممالمتحدة قراراً كهذا، فإنه من الممكن أن تُعتبر إسرائيل دولة محتلة لدولة أخرى عضو في الأممالمتحدة، وهذا الأمر لن يكون مريحاً لها البتة. وقال مصدر قريب من رئيس الحكومة لصحيفة «معاريف» أمس إن نتانياهو «لن يقبل بأي حال من الأحوال قبول دولة فلسطينية على أساس حدود عام 1967». وأضاف أن الاقتراح لن يرضي الفلسطينيين الذين سيطالبون بتجميد البناء في المستوطنات وسيطالبون بالقدسالشرقية». وتوقع ألا تنجح الولاياتالمتحدة في وقف التقدم الحاصل نحو اعتراف الأممالمتحدة بفلسطين، في أيلول (سبتمبر) المقبل. إلى ذلك، أعرب فقط 38 في المئة من الإسرائيليين عن رضاعهم عن أداء رئيس حكومتهم، بينما أعرب 53 في المئة عن عدم رضاهم. وجاء في استطلاع نشرته صحيفة «هآرتس» عن تقويم الإسرائيليين ل 16 شخصية قيادية رائدة، أن بيريز يحظى بأفضل شعبية، علماً أن منصبه رمزي، إذ أعرب 72 في المئة عن رضاهم عن أدائه (مقابل 20 في المئة ليسوا راضين)، تلاه في المرتبة الثانية رئيس الكنيست الصقر اليميني رؤوبين ريبلين، ثم عميد البنك الإسرائيلي ستانلي فيشر. وجاء وزير الدفاع ايهود باراك في المرتبة الأخيرة، إذ قال 63 في المئة إنهم ليسوا راضين عن إدائه، في مقابل 30 في المئة فقط أعربوا عن رأي مغاير.