قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أمس إن إسرائيل «تستعد بأدوات مختلفة للسيناريوهات» التي قد تعقب اعتراف الأممالمتحدةبفلسطين دولة مستقلة الشهر المقبل، مضيفاً أن استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين مازال الهدف الرئيس الذي تسعى إليه إسرائيل. وتابع نتانياهو أن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) «اتخذ قراراً استراتيجياً بالذهاب إلى الأممالمتحدة (لنيل اعتراف بفلسطين) في كل الأحوال». وزاد أن إسرائيل لا ترى أي سيناريو آخر قد يمنع عباس من التوجه إلى الهيئة الدولية «إذ إنه سيحصل هناك على أمور من دون اتفاق سلام، ولذا قرر اختيار هذا المسار». ورأى أن اعترافاً كهذا من شأنه أن يدفع الفلسطينيين إلى تصليب مواقفهم وإلى اتساع الفجوات بينهم وبين إسرائيل. وأضاف أن إسرائيل تعمل على ضمان «فيتو» أميركي على اعتراف بدولة فلسطينية في حال تم التصويت على مقترح كهذا في مجلس الأمن. وقال إن ثمة تنسيقاً مع واشنطن يهدف إلى وضع وثيقة تتضمن فقرات من «الخطاب الثاني» للرئيس باراك اوباما أواخر أيار (مايو) الماضي الذي قال فيه إن الحدود المستقبلية (بين إسرائيل والدولة الفلسطينية) ستكون مغايرة لحدود عام 1967. نتانياهو منع لقاء بيريز - عباس في السياق ذاته، كشفت صحيفة «معاريف» أمس أن نتانياهو منع الرئيس شمعون بيريز من عقد لقاء سري مع رئيس السلطة الفلسطينية كان مفروضا أن يتم الخميس الماضي في عمان بعد أن تبين له أن الأفكار التي يحملها بيريز إلى الاجتماع لا تتوافق ورؤيته. وأضافت أن الهدف من الاجتماع كان درس فرص استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وطبقاً للصحيفة، فإن بيريز الذي يتبوأ منصباً رمزياً في الدولة العبرية، هو الذي اقترح على عباس عقد اللقاء بداعي أنه يعتزم طرح أفكار عينية لاستئناف المفاوضات بدلاً من توجه الفلسطينيين إلى الأممالمتحدة الشهر المقبل. وتابعت أن بيريز كان ينوي طرح خرائط تفصيلية تتعلق بالتسوية النهائية على الرئيس الفلسطيني، وأنه أوضح للأخير أن الأفكار التي يحملها مقبولة على نتانياهو. وزاد أن عباس تجاوب مع الطلب وأعد العدة للتوجه إلى الأردن في الموعد المتفق عليه، لكن قبل لحظات من وصول سيارته إلى المعبر الحدودي، تلقى اتصالاً هاتفياً من مستشار الرئيس الإسرائيلي آفي غيل، أبلغه فيه أن نتانياهو يرفض عقد اللقاء «ولا يسمح لبيريز بأي حيّز من المناورة». ونقل غيل لعباس أسف بيريز لخطوة نتانياهو. وبحسب الصحيفة، عاد عباس ومرافقه الدكتور صائب عريقات إلى رام الله. ونقلت الصحيفة عن أوساط رئيس الدولة أنه خائب الأمل من رئيس الحكومة «على تفويته فرصة تاريخية» كان من شأنها منع توجه الفلسطينيين إلى الأممالمتحدة. وعزت جهات قريبة من الاتصالات بين بيريز وعباس، خطوةَ نتانياهو إلى خشيته من رد فعل غاضب لوزير خارجيته المتشدد أفيغدور ليبرمان، «ومثل هذا الرد هو آخر ما يريده نتانياهو بالذات في الوقت الذي يواجه موجة الاحتجاجات الشعبية». وكانت تقارير صحافية إسرائيلية أفادت أخيراً أن الرئيس الإسرائيلي يجري على الدوام اتصالات مع القيادة الفلسطينية ولقاءات مع عريقات، وأنه كان واثقاً من قدرته على إقناع الفلسطينيين بعدم الذهاب إلى الأممالمتحدة. على صلة، نقلت «معاريف» عن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بيني غانتس قوله أمام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، أن الجيش يتوقع أن يقوم الفلسطينيون في الضفة الغربيةالمحتلة، غداة إعلان الأممالمتحدةفلسطين دولة مستقلة، بتظاهرات هادئة، على أن يتم توجيه بعضها نحو الجدار الفاصل، أو أن يحاول فلسطينيون اقتحام المستوطنات في قلب الضفة، من دون أن يستبعد أن تقود هذه التظاهرات إلى مواجهات مع الجيش الإسرائيلي. وشكك رئيس لجنة الخارجية والأمن شاؤول موفاز في أن يكون الجيش الإسرائيلي يملك الرد المطلوب على احتمال انطلاق تظاهرة فلسطينية تضم 60 ألف متظاهر يتجهون نحو المستوطنات.