على رغم أن اتفاق حقوق الطفل تمنع عمل الأطفال في أي ظرف من الظروف لحفظ كرامتهم بين الناس، كما أن اللجنة الوطنية للطفولة بوزارة التربية والتعليم تطالب في ورش التدريب والمؤتمرات بحماية الأطفال، إلا أن بعض الأسر لا تزال توظف أطفالها للعمل وبيع منتجاتها في «الجنادرية». لقد طالب أعضاء «برلمان الطفولة» في صحيفة «الحياة»، خلال زيارتهم للجنادرية، بمنع الأطفال من البيع وتخصيص أماكن لهم حفاظاً على كرامتهم، كما تقول لجين الشهراني: «شعرت بالحزن عندما وجدت أطفالاً يبيعون ويتجولون بين الناس، وكان من الأفضل أن يخصص لهم مكان ليتعلموا فيه كيفية الاستثمار والادخار ويحميهم من أي إحراج قد يحدث لهم». وترد زميلتها سندس الحربي: «شاهدت في «الجنادرية» أطفالاً مع أسرهم وهم يشرحون لهم تراث الأجداد، ولكني «صعقت» عندما وجدت أطفالاً بمثل عمرنا يزاحمون الزوار لكسب رزقهم، وكان مشهد الطفلة التي تحمل الملابس الثقيلة مؤلماً، فهل يعتبر هذا التصرف صحيحاً من المسؤولين؟!». أما نور الصافي فتقول: «لقد سألت إحدى البائعات الأطفال فذكرت لي أنها من جنسية باكستانية، وأمها طلبت منها البيع، وهي تدرس بالصف الثالث، وهي تحب مساعدة أسرتها، لأن أفراد عائلتها يبيعون معها!». ريم البصري تنتقد دخول الأطفال من أجل بيع الملابس، وتطالب بوضع أماكن مخصصة يتم الترشيح لها قبل «الجنادرية» لمشاركة من يرغب من الأطفال بوضع منتجاتهم وكسب المال. ومن جانب آخر أوضح رئيس لجنة الاستعلامات ومساعدة الزوار في «الجنادرية» عبدالعزيز الشقحاء ل «الحياة»، أن بيع الأطفال في الجنادرية مخالف للأنظمة والقوانين الدولية، ولا يوجد تصريح من إدارة الجنادرية يسمح لهم بالبيع، ولكن رجال الحرس الوطني لا يستطيعون تفتيش المرأة التي قد تضع بضاعتها تحت العباءة ويقول: «نحاول باحترام منعهم ولا نمارس معهم العنف لأن ذلك سيولد المشكلات». وأكد أنهم سيناقشون مقترح «أطفال البرلمان» لتخصيص أماكن لبيع الأطفال في «الجنادرية»، وذلك لحفظ كرامتهم من التجوال بين الناس، وللمحافظة على روح التراث والمظهر العام للموقع.