كشف رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، عن إطلاق برنامج خاص لإحياء المساجد التاريخية في محيط مشروع الدرعية التاريخية، برعاية خادم الحرمين الشريفين، يشمل ترميم 34 مسجداً تاريخياً، تقوم به الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ووزارة الشؤون الإسلامية والهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض ومؤسسة التراث الخيرية، مشيراً إلى أن برنامج «إحياء المساجد التاريخية» الذي تتبناه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية ومؤسسة التراث الخيرية، يسعى إلى إعادة الحياة إلى المسجد التاريخي ودوره في المجتمع، وإبراز القصص التاريخية التي تحكيها هذه المساجد، مؤكداً أن إحياء المساجد التاريخية لا يقصد به ترميم المساجد للتراث العمراني، إنماء إحياء هذه المساجد، التي قام ملوك هذه البلاد بتبني بنائها والعناية بها. كما دشن الأمير سلطان بن سلمان مشاريع لترميم 10 مساجد تاريخية في منطقة القصيم ضمن برنامج «إحياء المساجد التاريخية» وبمبادرة من أبناء المنطقة، إضافة إلى تبرع ثلاث مكاتب هندسية بإعداد مخططات ترميم وتأهيل 13 مسجداً تاريخياً في المنطقة، ليصل عدد المساجد التاريخية، التي تم ترميمها منذ اطلاق «البرنامج» إلى 79 مسجداً، فيما يجري حالياً العمل في ترميم 24 مسجداً ضمن البرنامج، إضافة إلى وضع 130 مسجداً في قائمة المساجد، التي يعد البرنامج لترميمها في خطته المستقبلية، كما انضم مسجد المعارك التاريخي في بريدة، الذي يتجاوز عمره ال100 عام تقريباً، وسبق أن صلى فيه الملك سعود، وافتتحه رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أخيراً، إلى قائمة المساجد التاريخية التي تم ترميمها. إلى ذلك، تمكّن برنامج «إحياء المساجد التاريخية» بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من بناء شراكة مميزة مع عدد من الشركاء على المستوى الوطني، إذ تم توقيع أكثر من 50 اتفاقاً مع متبرعين على مستوى مناطق المملكة، لترميم وتأهيل المساجد التاريخية، إضافة إلى اتفاقات تعاون مع وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والإرشاد، والمؤسسة الخيرية لإعمار المساجد، والجمعية الخيرية للمهندسين، وجائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد، وكلية العمارة والتخطيط بجامعة الإمام عبد الرحمن الفيصل. كما أنجز «البرنامج» عدداً من المشاريع المهمة، إذ تم ترميم 78 مسجداً تاريخياً، بتضافر الجهود بين «الهيئة» و«الشؤون الإسلامية» و«التراث الخيرية» والمجتمعات المحلية، وجارٍ العمل على ترميم 25 مسجداً، كما تم اعتماد عدد من المشاريع خلال العام الحالي 2017، منها مشروع توثيق نماذج من المساجد التاريخية «أطلس المساجد التاريخية رقم 1»، ومشروع إعداد دراسة مخططات المساجد المستهدفة في مناطق المملكة (130 مسجداً)، ويجري تحديد القائمة ذات الأولوية بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، في حين نظم «البرنامج» ست ورش عمل في خصوص المساجد التاريخية في مختلف مناطق المملكة، بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية، كما تم إصدار ثلاثة كتب للتعريف بالبرنامج والتوعية بأهميته، وتنفيذ ورش المساجد التاريخية وأجنحة معرض المساجد التاريخية، وتنظيم محاضرات في المساجد التاريخية. في حين يشمل نطاق العمل حصر المساجد المعنية ووضع خطة علمية لتوثيقها وترميمها بالطريقة التي تضمن المحافظة على طابعها العمراني، كما يشمل العمل وضع برنامج زمني وموازنة تقديرية لترميم المساجد، التي تم حصرها وتأهيلها وإعادة بناء بعضها، إضافة إلى وضع تصور في شأن إنشاء وقف استثماري يدعم ما تحتاج إليه المساجد من صيانة مستقبلاً. بدورها، تبنت مؤسسة التراث الخيرية برنامجاً وطنياً للعناية بالمساجد التاريخية منذ 20 عاماً، بهدف حمايتها وحفظها، من خلال المشاريع التي تنفذها المؤسسة، بالتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية، في مختلف مناطق المملكة، إذ نفذت المؤسسة ترميم وإعادة تأهيل نماذج من المساجد التاريخية وفتحها للعبادة وأداء الصلوات، شملت 13 مسجداً في مناطق مختلفة من المملكة، كما تم من خلال «المؤسسة» حصر وتوثيق أكثر من 90 مسجداً تاريخياً في مناطق المملكة، وأصدرت المؤسسة، بمشاركة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، كتاباً توثيقياً لأعمال الحصر والترميم. يذكر أن أول مسجد تاريخي تم ترميمه ضمن البرنامج، الذي بدأته مؤسسة التراث الخيرية، هو مسجد طبب في عسير، بدعم من الأمير سلطان بن عبدالعزيز، الذي تفضل بالموافقة على رعاية برنامج العناية بالمساجد وإعادة بنائها وترميمها وتوثيق تاريخها، وذلك في تاريخ ال16 من صفر 1418، كما قدم دعماً للمرحلة الأولى من البرنامج مبلغ مليوني ريال، تم تخصيصها لمسح المساجد المرصودة، وصدر توجيهه بعد نجاح البرنامج في ترميم عدد من المساجد، بإهداء ما تم إنجازه إلى الوزارة، وتسمية البرنامج ب«البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية».