طالب وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي بعقد اجتماعين طارئين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، على مستوى المندوبين الدائمين، للبحث في المخاطر المحدقة بالمقدس والمقدسات، وذلك خلال اتصالات أجراها مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيظ، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني. في غضون ذلك، تلقى ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، اتصالاً هاتفياً مساء السبت من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، واستعرض ولي العهد السعودي خلال الاتصال -وفق وكالة الأنباء السعودية- مع رئيس فلسطين مستجدات الأوضاع على الساحة الفلسطينية. كما بحث الجانبان تطورات الأوضاع بالمنطقة. كما نقلت وكالة أنباء الأناضول عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله لنظيره رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في اتصال هاتفي مساء السبت، إن من «الضروري» قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية. وأطلع المالكي أبو الغيط والعثيمين والزياني على آخر التطورات على الساحة الفلسطينية بشكل عام، وما يتم تداوله في شأن عزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل في خطاب يلقيه الأربعاء المقبل، ومدى تأثير ذلك على القضية الفلسطينية من جهة، وعلى الدول العربية والإسلامية من جهة أخرى. وقال المالكي إن إعلان ترامب في حال تم سيُفقد الولاياتالمتحدة دورها في عملية التسوية، ويضعها في خانة المنحاز لدولة الاحتلال وطموحاتها التوسعية، معتبراً ذلك تجاوزاً للقرارات الدولية ذات الصلة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي من جهة، والصراع العربي الإسرائيلي من جهة أخرى. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أجرى اتصالات مع عدد من الزعماء العرب في هذا الشأن، مشدداً على أن نقل السفارة الأميركية إلى القدس سيدمر السلام في المنطقة. من جانبها، أعلنت حركة «حماس» أمس عن شروع رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في إجراء سلسلة من الاتصالات والمشاورات مع القادة والزعماء في المنطقة لبحث تداعيات التوجهات الأميركية الخطيرة بالاعتراف بالقدس كعاصمة للاحتلال أو نقل السفارة الأميركية إليها. وقالت الحركة في بيان أمس إن هنية أجرى اتصالاً هاتفياً مع أبو الغيط، محذراً من خطورة التوجهات الأميركية تجاه القدس. ودعا هنية خلال اتصاله إلى ضرورة عقد اجتماع طارئ للجامعة العربية لبحث تداعيات هذا الأمر وخطورته، مشيراً إلى أن قضية القدس تشكل عنصر إجماع لدى الأمة. وأوضحت الحركة أن أبو الغيط عبر عن «قلقه من خطورة النوايا الأميركية، مشيراً إلى أنه سيتم عقد لقاءات على مستوى المندوبين الدائمين في الجامعة وعلى مستوى وزراء الخارجية لبحث آليات وسبل التعامل مع هذا الأمر». وحذر الأمين العام المساعد لقطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة السفير سعيد أبوعلي، من خطورة ما يتردد من مسؤولين أميركيين حول اعتزام الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بمدينة القدس عاصمة موحدة لإسرائيل. وقال أبو علي إن هذه الخطوة في حال تمت تعد تغييراً في الموقف الأميركي التاريخي باعتبار القدس مدينة فلسطينية محتلة وجزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وتدميراً كاملاً لعملية السلام وحل الدولتين، وانحيازاً كاملاً تجاه إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال)، وانتهاكاً جسيماً للقرارات ومواثيق الشرعية الدولية، وتشجيعاً لها على انتهاكاتها المستمرة لقرارات الشرعية الدولية، ودعماً لها لاستمرار احتلالها للأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 بما فيها القدسالشرقية.