عاش سكان المنطقة الشرقية على مدى ال24 ساعة الماضية، طقساً متقلباً، فمن موجة الغبار التي غطت سماءها مساء أول من أمس، آتية من وسط المملكة، إلى سماء ممُطرة عصر أمس، ما أدى إلى اعتدال الطقس نسبياً. واستغل الأهالي تحسن الأجواء في الخروج بأعداد كبيرة إلى أماكن التنزه، فيما فضل آخرون التوجه نحو جسر الملك فهد، قاصدين البحرين، بعد ان قرر الجانب البحريني السماح بدخول الجميع، بعد استتباب الأوضاع الأمنية هناك. وأثار تحسن الأجواء موجة فرح بين الأهالي، وبخاصة لتزامنه مع عطلة نهاية الأسبوع، التي تأتي أيضاً في نهاية إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني. ويقول منصور بدر، الذي تواجد مع أسرته في شاطئ العزيزية في الخبر: «لو لم تتحسن أحوال الطقس، لكنت وقعت في موقف محرج مع أطفالي، الذين وعدتهم بالخروج في نزهة، في إجازة نهاية الأسبوع، فعلى رغم كونهم في إجازة منذ أكثر من أسبوع، لكننا لم نتمكن من الخروج، لكوني أعمل، ولا أعود إلى المنزل إلا قبيل المغرب»، مضيفاً «شعرت ونحن نركب السيارة خارجين من المنزل، أنهم يتحررون من سجن البقاء في المنزل، لذا ما ان وصلنا إلى الشاطئ حتى انطلقوا صوب مياه البحر». وكانت الشواطئ، الوجهة الأولى لكثير من الأهالي، سواءً الواجهات البحرية في كورنيشي مدينتي الدماموالخبر، أو بقية المدن الساحلية، مثل القطيف ورأس تنورة والجبيل، أو الشواطئ، وبخاصة العزيزية ونصف القمر، والعقير، إذ رصدت «الحياة» طوابير من السيارات على الطرق المؤدية إلى هذه الشواطئ. فيما انتشرت آلاف العوائل على الكثبان الرملية القريبة منها، وفضل الشبان ممارسة التعطيس، واستعراض مهاراتهم، مستقلين سيارات من ذات الدفع الرباعي. وفضل آخرون نصب الخيام في أماكن لا تفصلها سوى أمتار عن البحر، الذي شجعت زرقته الكثير من الشبان والأطفال على ممارسة السباحة. وكان لافتاً ان غالبية المخيمين في الشواطئ من القادمين من خارج الشرقية. إذ ذكر عبد الرحمن سعود، القادم مع أسرته من منطقة القصيم، أنه يستغل كل إجازة مهما قصرت في المجيء إلى الشرقية، «فقط كي يرى أطفالي البحر، الذي لا تتاح لهم التمتع بزرقته إلا هنا». ويسكن سعود خلال وجوده في المنطقة، في مدينة الدمام، ويقطع يومياً نحو مئة كيلو متر وصولاً إلى شاطئ نصف القمر، مروراً بالعزيزية، ويبقى في الشاطئ حتى ساعة متأخرة من الليل، إذ يقوم وأسرته بممارسة شواء اللحم، حيث يقضون «أجمل اللحظات»، على حد قوله. وكانت الوجهة الثانية من ناحية الأفضلية، هي المناطق الصحراوية، إذ استقطبت صحراء النعيرية والسفانية، وأخرى قريبة من النطاق العمراني، مثل الكثبان القريبة من مطار الملك فهد الدولي في الدمام، الكثير من الباحثين عن متعة التخييم، وبخاصة من الشبان. فيما تفضل العوائل البقاء لساعات في الصحراء، والعودة إلى منازلهم قبل منتصف الليل. وبعد نحو شهر من توقف حركة المرور عبر جسر الملك فهد، قصد طوال اليومين الماضيين، المئات من السعوديين البحرين، بعد ان قرر الجانب البحريني السماح لغير مواطنيه بالدخول، بعد ان كانت الحركة طوال الفترة الماضية تقتصر عليهم، إضافة إلى الطلبة السعوديين الذين يدرسون في الجامعات البحرينية. وبدت الحركة أمس، «شبه خجولة» على الجسر، فيما بلغ معدل العبور اليومي في العام الماضي 46.8 ألف مسافر يومياً. وقال مدير المؤسسة العامة لجسر الملك فهد، بدر العطيشان في وقت سابق، إن «نحو 17 مليون شخص عبروا الجسر في العام الماضي، في كلا الاتجاهين، وذلك بزيادة تقدر بنحو 1.3 مليون مسافر عن العام الذي سبقه». وتوقع عاملون في الجسر، ان تعود الحركة إلى طبيعتها خلال الفترة المقبلة، مع استقرار الوضع الأمني كاملاً في البحرين.