تعقد مجموعة الاتصال حول ليبيا اجتماعها الأول في الدوحة اليوم بمشاركة دولية رفيعة المستوى. ويراهن الثوار الليبيون على أن يؤدي الإجتماع إلى نيلهم اعترافاً «قانونياً» بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلاً للشعب الليبي، وأن يساندهم المجتمع الدولي في رفض أي تسوية للأزمة إذا لم تتضمن تنحي العقيد معمر القذافي عن السلطة، كما يأملون بأن يوفّر الاجتماع غطاء لتأمين حماية أفضل للمدنيين في ليبيا «لأننا نعتقد أن الناتو (حلف شمال الأطلسي) لم يقم بالدور الكافي لحماية المدنيين»، بحسب ما قال المسؤول في المجلس الانتقالي محمود شمام ل «الحياة». وعلمت «الحياة» أن وفد الثوار الليبيين إلى مؤتمر الدوحة يرأسه رئيس فريق إدارة الأزمة في المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل وعضوية المكلف بالشؤون الخارجية علي العيساوي ومندوب ليبيا في الأممالمتحدة عبدالرحمن شلقم والمكلف الإعلام في فريق إدارة الأزمة محمود شمام. وسيحضر المؤتمر وزير الخارجية ليبيا المنشق موسى كوسة الذي غادر بريطانيا بعدما حذّر من خطر تحوّل ليبيا إلى «صومال جديد». وكشفت قطر عشية مؤتمر الدوحة أنها نجحت في تسويق شحنات من النفط الليبي لمصلحة الثوار وذلك من خلال شركة قطر العالمية لتسويق البترول المحدودة «تسويق» حيث تم تسليم أربع شحنات من المنتجات البترولية إلى مدينة بنغازي، كما تم نقل شحنتي بترول من طبرق. وأوضح مصدر في وزارة الطاقة القطرية أنه تم تسويق مليون برميل من النفط الخام وستستمر قطر في دعم شركة الخليج العربي للنفط الليبية في تسويق وبيع النفط من أجل سد احتياجات الشعب الليبي وتوفير المستلزمات الحياتية الضرورية له. وفي واشنطن، لاحظ محللون أنه أمام حال «الجمود» التي تواجه واشنطن في ليبيا ومع رفض المعارضة مبادرة الحل الافريقية، فإنه لا تبقى سوى خيارات قليلة للإدارة الأميركية لتحقيق هدفها بتنحي القذافي من السلطة. وتقضي هذه الخيارات بتحرك سريع على المستويين العسكري والسياسي أخذاً في الاعتبار أن عامل الوقت، بحسب ما حذّر ممثل المجلس الوطني الانتقالي السفير الليبي السابق في واشنطن علي الأوجلي، يلعب لمصلحة القذافي الذي يشكل بقاؤه في السلطة في المدى الأبعد «كارثة سياسية» على ليبيا والغرب. ويشير الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أنتوني كوردسمان إلى أنه في ظل غياب أي اختراق سياسي وحال «الجمود» العسكري لم يبق أمام واشنطن إلا بضعة خيارات تتمحور جميعها حول القيام بتصعيد عسكري تحت مظلة عمليات حلف شمال الأطلسي و «لو أن هذا الأمر قد يؤدي إلى وقوع ضحايا مدنيين». ويرى كوردسمان أن واشنطن ودول الحلف لا يمكنها المجازفة بتحول ليبيا إلى «باكستان أخرى»، وبالتالي فإن عليها اللجوء إلى العمليات العسكرية المكثفة ومواجهة القذافي «بتهديد لا يستطيع تحمله» لإجباره على البحث عن مخرج. كما يحض الخبير على القيام بعمليات «سرية» على الأرض لتقويض السلطة الليبية، وفي الوقت نفس العمل ومن خلال مسار سياسي لاتاحة مخرج للقذافي. ويقترح كوردسمان المعروف بقربه من الإدارة، مباشرة واشنطن بتسليح الثوار بشكل سري وتدريبهم كجزء من هذه الاستراتيجية. ورأى السفير الليبي المستقيل في واشنطن علي الاوجلي، في محاضرة أمام معهد أميركان انتربرايز، أن بقاء القذافي «سيشكل كارثة سياسية على ليبيا وعلى الغرب» ونظراً إلى خلفية النظام الانتقامية وهي «التي ستحتم لجوءه للعنف في الداخل والخارج» لإعادة تأكيد حضوره السياسي. ورأى الأوجلي رداً على سؤال ل «الحياة»، أن القذافي يستفيد عسكرياً اليوم من عوامل عدة بينها استحضاره فرق مرتزقة من دول افريقية، وامتلاكه حوالي 1040 طناً من الذهب الى جانب «تلقيه الدعم من بعض الدول العربية» وتهريبه للنفط. وأكد أن محاصرة النظام تقتضي ضرب المرتزقة وقطع أي دعم له من الخارج. وشدد على أن المجلس الوطني لن يدخل أي مفاوضات إلا اذا كانت حول مغادرة القذافي وعائلته من السلطة.