في وقت صعد حلف شمال الأطلسي حملته العسكرية على نظام القذافي واعتبر أمين عام الحلف أندرس فو راسموسن أن حكم القذافي اقترب من نهايته، برز توجه لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية حيث بحث ممثلون للمنظمات الدولية والإقليمية المعنية بليبيا في اجتماع عقدوه أمس في مقر الجامعة العربية في القاهرة إمكانية التواصل بشكل غير مباشر بين الثوار والنظام الليبي. وقال هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية عقب الاجتماع الذي عقد على مستوى كبار المسؤولين أن «الاجتماع خلص إلى أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة الليبية وإلى ضرورة وجود حل سياسي وإجراء محاولات لبحث إمكانية التواصل بشكل غير مباشر بين المجلس الوطني الانتقالي ومسؤولين في النظام الليبي». وأبان أن «الحديث كان مركزا على حل سياسي يستند إلى عناصر عديدة منها وقف إطلاق نار على الأرض، يكون مرتبطا بفترة انتقالية يتم التعامل فيها مع مختلف القضايا التي تهم الشعب الليبي». وحول ما إذا كان الاجتماع تطرق إلى موضوع تنحي القذافي، قال إنه «تمت مناقشة موضوع الفترة الانتقالية والتعرض للموضوعات المختلفة المرتبطة بالحل السياسي وأيضا موضوع وقف إطلاق النار ولم يتم التطرق للتفاصيل الخاصة بكل بند من هذه البنود». وحضر الاجتماع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وموفد الأمين العام للأمم المتحدة الخاص بليبيا عبدالإله الخطيب وممثلين للجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة. وفي هذه الأثناء وصل رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما أمس إلى طرابلس في محاولة لإيجاد تسوية بين القذافي وبين الثوار الذين يطالبون منذ ثلاثة أشهر بتنحيه. وقال مصدر من داخل رئاسة جنوب أفريقيا إن «الهدف هو البحث في استراتيجية لخروج القذافي». وكان زوما زار ليبيا في أبريل الماضي ضمن بعثة للاتحاد الأفريقي التي التقت بالقذافي وتوجهت بعدها إلى بنغازي، غير أن المعارضين في المنطقة الشرقية رفضوا مبادرة الاتحاد الأفريقي في وقتها بحجة عدم نصها على تنحى القذافي وإن كانت تقضي بالعمل على الوقف الفوري لإطلاق النار وتعاون السلطات الليبية لتيسير نقل المساعدات الإنسانية، وحماية الرعايا الأجانب في ليبيا، وبدء محادثات تشارك فيها كافة الأطياف الليبية المختلفة، بما في ذلك المعارضة. وعلى الصعيد الميداني أفاد تلفزيون العربية أمس بأن مجموعة تضم 120 من ضباط الجيش الليبي فرت من نظام القذافي وتوجهت إلى روما. وأكد مسؤول الإعلام في المجلس الوطني الانتقالي الليبي أن ثمانية ضباط ليبيين بينهم أربعة برتبة عميد انشقوا عن النظام. وقال محمود شمام إن «ثمانية ضباط كبار من كتائب القذافي بينهم أربعة عمداء انضموا إلى الثورة» وهم موجودون حاليا في روما. وأوضح أنهم خرجوا من ليبيا عبر تونس. وكانت مجموعة من العسكريين الليبيين غالبيتهم من الضباط ذوي الرتب الرفيعة، وصلوا عبر البحر إلى تونس الجمعة الماضي حسبما أفادت وكالة الأنباء التونسية. وذكر مصدر عسكري ليبي أن قوات الناتو شنت أمس غارة على مواقع في منطقة وادي كعام في مدينة زليتن شرق العاصمة طرابلس مما أدى إلى مقتل 11 شخصا بحسب المصدر الذي أشار إلى سقوط عدد من الجرحى في الغارة. وأشار أندرس فو راسموسن أمين عام حلف شمال الأطلسي أمس إلى أن الحلف ربما يدرس إرسال قوة صغيرة لليبيا حين يتخلى القذافي عن السلطة. وقال في منتدى للحلف في فارنا «الحكم الإرهابي للقذافي يقترب من النهاية. أصبح معزولا بشكل كبير في الداخل والخارج. حتى المقربون منه يرحلون أو ينشقون أو يتخلون عنه». وأضاف «سنواصل الضغط حتى تتوقف جميع الهجمات والتهديدات ضد المدنيين وحتى يسحب النظام قواته ومرتزقته لقواعدها وثكناتها».