تعمل الادارة الأميركية على مسارين، ديبلوماسي وعسكري للبحث عن اختراق للأزمة الليبية مع دخول التدخل العسكري أسبوعه الخامس، ومطالبة المعارضة الليبية على لسان السفير السابق في واشنطن علي الأوجلي بمساعدة أكبر للثوار وضغوط «سياسية وعسكرية» متزايدة على نظام القذافي. وفي ظل التعقيدات التي تواجه المهمة في ليبيا، أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، تمحور حول الضغوط المتاحة لتشديد الخناق على القذافي ومن حوله. وأشار الأوجلي في حديث ل «الحياة» الى ان هكذا ضغوط تحبذ واشنطن ممارستها تحت «مظلة حلف الشمال الأطلسي»، من دون ارسال مدربين عسكريين على غرار فرنسا وايطاليا وبريطانيا. ولا يرى الأوجلي وهو يمثل المجلس الوطني الانتقالي في الولاياتالمتحدة مشكلة في حصر الدور الأميركي، طالما هناك جهود كافية من الاطلسي لتسليح وتدريب الثوار ولكسر حصار «مصراتة ومدن الجبل الغربي» والتي يراها أولوية اليوم. غير أن تدريب الثوار سيستلزم وفق الخبير في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية أنتوني كوردسمان «شهوراً» قبل تنظيم قيادتهم وتوحيد صفوفهم بشكل يضمن كفاءتهم العسكرية. ويعتبر كوردسمان أن الوضع العسكري والسياسي والانساني في ليبيا لا يحتمل الانتظار كل هذه الفترة (شهور) من دون كسر الجمود وخروج القذافي. وبالتالي يطرح الخبير المرموق فكرة زيادة الضربات العسكرية واستهداف من هم في دائرة القذافي والمحيطين به بدلاً من ابقاء التركيز فقط على مواقع الجيش الليبي. ويعتبر أن أمام الحلف اتخاذ «خيارات صعبة» لاستهداف هذه الدائرة، حتى لو كانت الكلفة وقوع ضحايا مدنيين ولتفادي الكارثة الأكبر في حال بقاء القذافي وتداعيات ذلك في ليبيا وعلى سمعة الاطلسي. وفيما لم يعترض الأوجلي على فكرة المنفى للقذافي في «أي دولة تقبل استضافته»، بحث نائب مستشار الأمن القومي دنيس ماكدونو هذه المسألة مع رئيس الاتحاد الافريقي جان بيغ في البيت الأبيض أول من أمس. أما على المسار السياسي، فيسعى المجلس الوطني الانتقالي الى الحفاظ على الدعم الدولي الذي كرسه مؤتمر الدوحة. ويصف الأوجلي المناخ السياسي ب «الممتاز»، مشيراً الى أن رئيس المجلس محمود جبريل سيصل واشنطن مطلع الشهر المقبل بعد عودة الكونغرس من عطلة الربيع. وسترتكز الزيارة على تعريف المشرعين الأميركيين بهوية المجلس والثوار، وتمهيداً لنيل دعم أميركي يبدأ باعتراف، وصولاً الى دعم عسكري ومادي. وفي الجانب المادي، يشير الأوجلي أن هناك ضرورة لايجاد آلية تتيح تحويل الأرصدة المجمدة للقذافي والتي تتخطى ال 34 بليون دولار في الولاياتالمتحدة للمجلس ولمساعدة الشعب الليبي.