قد لا يتفق الجميع على أن الدوري السعودي هو دوري قوي، فلو سلّمنا بما يقوله البعض بأن النتائج الإيجابية للدوري السعودي القوي، فهي في الوقت نفسه لم تظهر على المنتخب السعودي، فالدوري القوي يجب أن يظهر على تركيبة المنتخب من حيث القوة والمنافسة، فقوة الدوري الإسباني التي لا جدال عليها أفرزت منتخباً قوياً حقق به بطولة الأمم الأوروبية ثم كأس العالم، وهكذا يعكس الدوري القوي كل ما يحيط به من قوة مشاهدة وملموسة، أما أن نخترع القصص بين القوة والضعف فهو أمر مرفوض ويجب علينا تحري الدقة في ما يروّجه البعض من آراء قد لا تكون نتائجها المستقبلية في صالحنا. إن مستوى المنتخب السعودي في الوقت الراهن لا يوازي قوة الدوري السعودي، إذا سلّمنا جدلاً بأن الدوري السعودي كما يحاول البعض أن يقنعنا بأنه دوري قوي، فالمفروض أن الدوري لدينا يستطيع أن يفرز منتخباً قوياً لا يشق له غبار، ولكن هذا الأمر غير واضح ويجب البحث عن الأسباب إذا ما تأكدنا بالفعل أن الدوري السعودي هو أفضل دوري على رغم أن ذلك يحتاج إلى براهين وإثباتات، وهناك من لا يرى صحة ما يتم تداوله من آراء حول قوة الدوري، فالوضع لا يحتمل أن نشاهد دورياً قوياً في الوقت الذي يبرز عدد من التساؤلات حول عدم وجود مخرجات كرة قدم حقيقية لوضع المنتخب السعودي في أعلى المراكز، ومزاحمته لعدد من المنتخبات في التصنيف الدولي ل «الفيفا»، وفي البطولات والمنافسات على الأصعدة الدولية كافة. ويعتقد البعض خطأ أنه لمجرد تقارب مستوى فرق الدوري ووجود فارق نقاط ضئيل بين المتصدر وملاحقيه (بشكل عام) أو بين أصحاب المراكز الوسطى والمراكز الأخيرة فإن في ذلك دلالة على قوة الدوري، حتى بدأنا كلنا نتساءل ما المقصود بكلمتي «دوري قوي»؟ هل يعني ذلك أن تكون فرق الدوري متقاربة في النقاط، أم أن يفرز الدوري فرقاً ولاعبين يستطيعون المنافسة قارياً سواء في بطولات الأندية أو المنتخبات المختلفة؟ نعم يمكننا أن نتفق مع من يقول بأن الدوري مثير، ويمكن القول بأن الدوري حماسي ومليء بالإثارة والتشويق، كما يمكن القول بأنه من الصعب أن تعلم من الذي سيفوز بالدوري في نهاية الموسم، ولكن لا يمكننا أن نتفق مع من يقول إن الدوري قوي، وقد لا يتفق البعض بأن الدوري السعودي ممتع ويمكنك مشاهدة كرة قدم حقيقية إذا ما تابعته، أيضاً قد لا نتفق مع من يقول إن الدوري السعودي قادر على إفراز لاعبين قادرين على تمثيل أنديتهم وبلادهم في البطولات الدولية سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات الوطنية. فإثارة الدوري من عدمها ليست مقياساً لتحديد قوة البطولة من ضعفها، وإنما ثبات مستوى الفرق الفني وارتفاع مستوى أداء اللاعبين الجماعي قبل الفردي هو المقياس الحقيقي لقوة المسابقة، فالنجوم الواعدة التي يخرجها الدوري السعودي كل موسم هم قلة مع الأسف، كما أن استمرارهم إذا ما ظهروا غير طويل مما يحرم المنتخب من النجوم القادرة على التمثيل، ونعود لنقول ليست الإثارة المصطنعة أحياناً هي التي تعطي المدلولات على القوة، فالفارق واضح بين أن يكون لدينا دوري قوي وبين أن يكون دورياً مثيراً يلعب الإعلام ومسؤولو الأندية دوراً في هذا الدوري الذي يبدو لنا قوياً وعندما نقابل من هم في الخارج نكون في قمة الوداعة والاستسلام. آخر مكاشفة في تصريح للاعب المعتزل محمد أبوعراد في صحيفة «الرياضي» في 10 نيسان (أبريل) الجاري في الصفحة الأخيرة، قال: كما يقول المثل العربي (اذا لم تَسْتَحِ فاصنع ما شئت)، وهذا خطأ شائع يتكرر كثيراً، وهذا ليس مثل عربي، إنه حديث صحيح، ونصه (عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تَسْتَحِ فاصنع ما شئت)، رواه البخاري. [email protected]