ترتبط قوة الدوري بقوة الفرق، والعلاقة بين الطرفين طردية دائما، وإذا أخذنا ذلك بعين الاعتبار سنصل إلى قناعة مفادها أن دورينا ليس بتلك الدرجة من القوة كما يصنفه بعضهم، إنما هو مثير وجزء كبير من إثارته جاء لتراجع مستوى فرق القمة، وجزء آخر لقوة الإعلام الرياضي، والجزء الأخير معدل الحضور الجماهيري المميز في غالب المباريات. ولا يمكن بأي حال من الأحوال تفسير تنافس أكثر من فريق على القمة بأنه دلالة على قوة دوري ما، لأن الدوري لن يكون قويا بشكل فعلي، إلا إذا كانت الفرق المشاركة فيه قوية. ومن غير المعقول أن نجد الاتحاد يتعادل في ست مباريات متتالية مهدرا 12 نقطة دفعة واحدة، ولا يزال من أبرز المرشحين للتتويج باللقب، والأمر في منافسة الاتحاد عائد إلى أن الفرق القريبة منه في سلم الترتيب هي أيضا لا تعيش أفضل فتراتها. وبنظرة سريعة نجد أن الاتحاد هو الفريق المحلي الوحيد الذي نجح في حصد لقب دوري أبطال آسيا في الأعوام العشرة الماضية، بينما فشل البقية في تكرار الإنجاز ذاته، حتى إن الهلال الذي اكتسح الجميع في الموسم الماضي، خسر في الآسيوية بالأربعة من الغرافة وخرج على يد فريق مغمور يدعى ذوب آهن. وفي المقابل ما دامت اللوائح تسمح للفريق بتسجيل أربعة لاعبين أجانب، فمن الطبيعي أن تؤثر قوة الدوري على مستوى المنتخب، ولكن ما نشاهده هو العكس، فمنتخب المملكة وصل للمركز 81 عالميا، ومنتخب بحجم ليبيا يتفوق عليه الآن. وما دامت فرقنا لا تثبت جدارتها قاريا ونتائج المنتخب في تراجع مستمر، لماذا نخادع أنفسنا ونقول إن دورينا قوي؟ الشيء الوحيد المتميز في دورينا هو الإثارة، الناجمة عن تشارك جميع الفرق في السوء، فلا يوجد فريق «فالح» ولديه نَفَس طويل وقادر على الاستمرارية في تحقيق الانتصارات، بالإضافة إلى ذلك فإن تصريحات بعض منسوبي الأندية قبل وبعد المباريات هي أيضا تزيد من جمالية الدوري، فهناك من يتحدث عن البلاي ستيشن، وآخر يتطرق إلى جانب الأصدقاء.