أثار قرار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تعيين حميد بقائي رئيساً لديوان الرئاسة ومساعداً للشؤون التنفيذية، لغطاً في الأوساط السياسية الإيرانية في شأن مغزي هذه الخطوة، خصوصاً أنها ترتبط بمدير مكتب الرئاسة اسفنديار رحيم مشائي، وهو قريب من نجاد وشخصية مثيرة للجدل. ويُعتبر بقائي الذي شغل منصب مساعد الرئيس في مؤسسة التراث الثقافي والسياحة، من الدائرة القريبة جداً من مشائي، ولذلك ترى مصادر في طهران أن تعيينه في ديوان الرئاسة أتى باقتراح من مشائي، بوصفه الشخصية التي تنظم الأمور في الرئاسة. ونفت المصادر أن يكون مشائي تخلى عن منصبه مديراً لمكتب الرئيس، لافتة إلى انه عمل علي أن يكون ديوان الرئاسة تابعاً للمكتب الذي يرأسه منذ فوز نجاد بولاية ثانية العام 2009. وتعتقد المصادر بأن الإتيان ببقائي مرتبط بانتخابات الرئاسة المقررة السنة 2013، مشيرة إلى أن الدائرة القريبة الى نجاد تحاول تنفيذ النموذج الروسي (ثنائي فلاديمير بوتين وديمتري مدفيديف) في الرئاسة الإيرانية بعد انتهاء الولاية الثانية لنجاد، إذ أن القانون يحظّر تولي المنصب لأكثر من دورتين متتاليتين، مدة كلّ منهما 4 سنوات. لكن مشائي نفى ارتباط هذه التغييرات بانتخابات الرئاسة «التي لم يحن الوقت للحديث عنها»، لافتاً إلى أن هيئة «الشؤون التنفيذية في الرئاسة لم تُلغَ، والعمل فيها يشبه إلى حد كبير عمل الديوان، ولذلك وجد الرئيس من المناسب تعيين شخص مناسب في الهيئة لمتابعة الأعمال الشاقة في الرئاسة». وعلى رغم عدم وضوح الرؤية في شأن طبيعة الخريطة الإدارية في الرئاسة بعد التغييرات التي أوجدها نجاد، تؤكد المصادر أن مشائي تخلّى عن جزء من صلاحياته لرئيس الديوان القريب اليه، بعدما أخضع ديوان الرئاسة لمكتب الرئيس، لتحقيق هدفين: الأول التخلص من بعض الأعباء الإدارية الرئاسية للتفرغ لمهمات أخرى خارج نطاق الرئاسة، وتحديداً في ما يتعلق بالانتخابات الاشتراعية المقررة السنة 2012، وانتخابات الرئاسة السنة 2013؛ والثاني الابتعاد قليلاً عن الواجهة السياسية، تمهيداً لترشحه لانتخابات الرئاسة متجنباً رفض الأوساط المعارضة لوجوده إلى جانب نجاد. ولم يسلم مشائي من انتقاد معارضيه، إذ رأى النائب مصطفي رضا حسيني أن تعيين بقائي يتعارض وتوصيات مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، وما دام بقائي يُعتبر من المقربين لمشائي، فهذا عمل غير صحيح»، مؤكداً ارتباط ذلك بالانتخابات الاشتراعية قائلاً: «نُقل عن مشائي انه يريد نيل 150 مقعداً في البرلمان المقبل». وأضاف: «أساند نجاد وبرامجه في البناء والإعمار، لكني لا أويّد مشائي وانتقد أعماله وتصرّفاته». مشائي الذي تزوجت ابنته نجل نجاد، يتعرّض الآن لانتقادات جديدة، إذ اتُهم بالترويج لفيلم وُزّع على نطاق واسع في إيران، في شأن قرب ظهور الإمام المهدي، لكنه نفى علمه بالفيلم.