تصاعدت الانتقادات الموجهة لاسفنديار رحيم مشائي، مدير مكتب الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، علي خلفية إقالة وزير الاستخبارات حيدر مصلحي، قبل إعادته الى منصبه بأمر من مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي. وقالت مصادر ل «الحياة» ان مشائي رفض محاولات مصلحي الحصول علي معلومات في شأن نتائج الزيارة السرية للأول الى نيويورك نهاية آذار (مارس) الماضي. تزامن ذلك مع تقرير لصحيفة «جوان» المقرّبة من «الحرس الثوري»، اتهم نجاد ومشائي بالسعي الى استئناف العلاقات الديبلوماسية مع الولاياتالمتحدة، على أمل الاستفادة من ذلك خلال انتخابات الرئاسة عام 2013، والتي يُرجّح أن يخوضها مشائي. ولعل أقسي الانتقادات، جاء علي لسان عضو مجلس خبراء القيادة رجل الدين أحمد علم الهدي المقرّب من خامنئي، والذي اعتبر مشائي «ضالاً ذا أفكار منحرفة لا تقبل الشك»، كما أصدر فتوي شرعية تؤكد «وضوح انحراف مشائي العلني». وشنّ حسين شريعتمداري، مندوب المرشد في صحيفة «كيهان» المحافظة، هجوماً لاذعاً علي مشائي من دون ذكره، متسائلاً «من الذي يجب عزله؟»، في إشارة الى مصلحي ومشائي. واعتبر ان مدير مكتب نجاد لن يحصل، اذا خاض انتخابات الرئاسة العام 2013، علي عدد الأصوات التي نالها المرشح الإصلاحي السابق مهدي كروبي في انتخابات الرئاسة العام 2009، والتي أشار الى انها «كانت أقل من عدد الأصوات المهملة»، داعياً الرئيس الايراني الى إبعاد مشائي «المرتبط بعصابة منحرفة ومتغلغلة» من دائرته الخاصة. وندد شريعتمداري بأسلوب التعاطي مع رغبة المرشد في إبطال استقالة مصلحي، منتقداً مدير وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) علي اكبر جوانفكر المقرّب من مشائي والمستشار الإعلامي السابق لنجاد، والذي اتهم وسائل إعلام ب «الكذب» في شأن معارضة خامنئي استقالة مصلحي. واعتبر ذلك «سيناريوات جديدة ضد الحكومة، تدعي أن الرئيس ليس موالياً للمرشد». ونشرت وكالة «فارس» المقرّبة من «الحرس الثوري»، رسماً كاريكاتورياً يُظهر جوانفكر بأنف طويل، وهو يقول: «الكلّ يكذب». في المقابل، أكدت فاطمة بداغي نائبة الرئيس للشؤون القانونية، نية الحكومة ملاحقة شخصيات اتهمتها ب «إهانة الرئيس ومسؤولين حكوميين والافتراء عليهم ونشر أكاذيب في حقهم»، لافتة الي مقالات نشرتها صحف، وتضمنت «تعابير مُستهجنة ضد بعض الشخصيات الحكومية». وثمة معلومات عن رغبة مشائي في نيل 150 مقعداً من أصل 290 في مجلس الشوري (البرلمان)، خلال الانتخابات الاشتراعية المقررة في آذار 2012، وتبوئه رئاسة المجلس. لكن مصادر أخري تعتقد بأنه يسعى الى الترشح لانتخابات الرئاسة العام 2013، وفق صيغة تبادل الأدوار مع نجاد. ورفض النائب البارز محمد رضا باهنر ان تكون الحكومة حزباً سياسياً يسعي الى مكاسب، معتبراً أن «مشائي وزملاءه لا يمكن تعريفهم بأنهم الحكومة». وتستبعد أوساط في طهران رضوخ نجاد لضغوط تُمارس عليه لإبعاد مشائي من الرئاسة، لكنها تعتقد بأن الأخير الذي يتواجد في الرئاسة من خلال شخصيات، مثل حميد بقائي رئيس الديوان ومجتبي ثمرة هاشمي أبرز مستشاري الرئيس، يستطيع الابتعاد عن الرئاسة موقتاً ليدير معركته الانتخابية، الاشتراعية او الرئاسية، والتي يخطط لها مبكراً.