سرت تكهنات في إيران حول مستقبل الرئيس محمود أحمدي نجاد، في ضوء اتهامات موجهة الى الدائرة المحيطة به، وتحديداً مدير مكتبه اسفنديار رحيم مشائي الذي يعتبره المحافظون قائداً ل «تيار منحرف». وقال مصدر في طهران ل «الحياة» ان القيادة الإيرانية تفضل إبقاء نجاد في منصبه، حتى انتهاء ولايته الثانية العام 2013، من دون تنفيذ «عملية جراحية» لعزله. لكنه استدرك مشدداً على ان «ذلك مرهون بحسن إدارته (نجاد) البلاد وابتعاده عن توجهات الحاشية المحيطة به». وأضاف المصدر ان «النظام» بات غير معني بتغطية ممارسات «تيار الانحراف»، سواء في استمرار مشاركته في الأجهزة التنفيذية، او في خوضه الانتخابات الاشتراعية المقررة العام المقبل. ولفت الى ان ذلك يعتمد علي آلية إدارة نجاد، «فإذا كان جاداً في استكمال ولايته الرئاسية بعيداً من تيار الانحراف، وخدمة المواطنيين من دون منّة، في اطار الواجبات الملقاة عليه»، سيبقي في الرئاسة وسيتعامل معه النظام باعتباره شخصية يمكنها الانخراط في العمل السياسي. وتبدو تلك رسالة الى نجاد مفادها انه اذا اراد مواصلة مساره في الاتجاه ذاته، في شكل يربط مصيره ب «تيار الانحراف»، في مواجهة الأجهزة القانونية والرقابية، مثل مجلس الشوري (البرلمان) ومجلس صيانة الدستور والقضاء، فلن يقف «النظام» معه وسيضع حداً لهذه التصرفات. وبذلك تبدو الكرة الآن في ملعب نجاد لتقويم الوضع و»العودة الي بيت الطاعة». وسألت «الحياة» المصدر ذاته عما يقصده ب «النظام»، فأجاب انه يشمل جميع الشخصيات السياسية الفاعلة في البرلمان الذي يرأسه علي لاريجاني، ومجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يرأسه هاشمي رفسنجاني، والقضاء برئاسة صادق لاريجاني، ومجلس صيانة الدستور برئاسة أحمد جنتي، اضافة الي مجلس خبراء القيادة الذي يرأسه محمد رضا مهدوي كني. وأضاف ان هؤلاء سيمهلون نجاد حتي تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، لتصحيح الوضع، وإلا سيكون البرلمان مرغماً علي اتخاذ اجراء دستوري، من خلال مساءلة الرئيس، او عزله لعدم «أهليته السياسية»، كما فعل العام 1981 مع أبو الحسن بني صدر أول رئيس لإيران بعد الثورة. وفي هذه الحال، تُنظم انتخابات رئاسية مبكرة، تتزامن مع الانتخابات الاشتراعية المقررة في آذار (مارس) المقبل. في المقابل، اعتبر مشائي ان المعارضين له، هم في الحقيقة معارضون لنجاد، لكنهم لا يستطيعون مواجهته بسبب تمتعه بتأييد شعبي، منتقداً اتهامه بالسحر والشعوذة. وقال ان الرئيس الإيراني لا يمكنه الاستسلام ل «مطالب غير صحيحة وغير مقبولة». وثمة اعتقاد في الساحة الإيرانية بأن نجاد سيتطرّق الى هذا الموضوع خلال مؤتمر صحافي اليوم، خصوصاً مع سحب النظام تأييده إجراءات الرئاسة في عزل وزراء ومعارضة مؤسسات دستورية. وكان حسين شريعتمداري، مندوب مرشد الجمهورية الإسلامية في ايران علي خامنئي في صحيفة «كيهان»، أكد اتهام «تيار الانحراف» بالارتباط بجهات أميركية وبريطانية وإسرائيلية، «لأن كل المواقف التي تطرحها شخصيات هذا التيار، تتناغم مع أفكار هذه الجهات».