صدر أخيراً العدد الجديد رقم (27) من فصليّة النادي الأدبي بالرياض الثقافية «قوافل» وذلك بنمط جديد ومميز من ناحية الإخراج، جنباً إلى جنب مع رصانة المحتوى الثقافي. وخصص أعضاء التحرير ملفاً قصيراً عن جائزة البوكر للرواية العربية، مواكبةً لفوز الروائي السعودي عبده خال بالجائزة لعام 2010، وذلك عن روايته «ترمي بشرر»؛ إذ كتب الدكتور حسن النعمي دراسة عنوانها: «عبده خال... الإبداع يمر من هنا»، تنبأ فيها بعلامات انتصار لاحقة للرواية السعودية، فيما كتبت الروائية أميمة الخميس، وهي التي كانت ضمن قائمة البوكر الطويلة عن روايتها «الوارفة»، مقالاً تناولت فيه قضية الشرعية التي أخذت جدالاً في الأوساط الثقافية العربية، مستعيدةً ما سمي بنظرية المركز والأطراف في الثقافة العربية. واحتوى العدد ملفاً آخر عن الأدب القطري تماشياً مع سعي الفصليّة في التنقل بالإبداع بين أقطار الخليج العربي، بعد ملفها السابق عن السرد في عمان؛ وفي الملف كتب الناقد العراقي عبدالله إبراهيم عن واقع وآفاق القصة القطرية، فيما شارك مبدعون قطريون بإبداعات قصصية وشعرية، لكل من بشرى ناصر ونورة محمد فرج، وسعاد الكواري وحصة العوضي، وسنان المسلماني. وجاءت دراسات العدد الجديد متنوعة ما بين الشعر والرواية والنقد، والتشكيل، ففي الوقت الذي كتب فيه الدكتور صالح المحمود قراءة في الخطاب الشعري السعودي المواجة للحضارة الغربية، زاوج إبراهيم محمد عامر بين الرواية والسينما، فيما يعرف بنظرية تكامل الفنون، وذلك من خلال دراسته عن الرواية العربية وعلاقتها بالمونتاج السينمائي، متخذاً من رواية «أطفال بلا دموع» لعلاء الديب نموذجاً، وتناول عبداللطيف محفوظ حدود النقد السيميائي في التجربة المغربية، بدأه بمقدمات عن النقد المغربي وثوابته، ثم عن خلفية النقد السيميائي، وتصورات النص الروائي، قبل أن يؤكد خصوصية التجربة المغربية. واستعاد رئيس التحرير الدكتور معجب العدواني الروائيين السعودي غازي القصيبي والجزائري الطاهر وطار، وكتب عن التشاكل والاختلاف في فنهما الروائي، تزامناً مع رحيلهما عن عالمنا العام الماضي. أما في التشكيل فكتبت سكينة المشخص دراسة عن فن «البوب آرت» أو مدرسة الشغب الأنيق، تناولت مدارسه واتجاهاته وجانباً من التجربة المحلية فيه، فيما ترجم الدكتور أحمد صبرة في باب عن دراسات الكتب الأجنبية؛ دراسة مطوّلة لكاترين بيلساي عنوانها «تفكيك الذات... تفكيك النص 1985»، ناقش فيها التكوين الثقافي للذات، ودور الأيدولوجيا في تكوين الناس بوصفهم ذواتاً، فيما انتقلت قراءة عبدالله المطيري لكتاب «تاريخ الشك» لمؤلفته الأميركية جينفير هيتش، وعرض تجربة الشك كمرحلة خطرة للوصول للمتعة الحقيقية فيه. يذكر أن العدد ضم حوارين مهمين مع المسرحي اللبناني روجيه عساف، ومع الشاعرة غيداء المنفى، أكدّ الأول عدم وجود مسرح عربي، مرجعاً ذلك لتراجع وجدان المجتمع. وفي الحوار الثاني، استنطقت عضو التحرير ليلى الأحيدب، بعضاً مما خفي عن الشاعرة التي اختفت عن المشهد سنوات طويلة. واحتوى العدد إضافة إلى ما قيل نصوصاً شعرية لعبدالكريم العودة وملاك الخالدي، كما شاركت القاصة شيمة الشمري ببعض من نصوصها القصيرة جداً، وازدان العدد بالصور الفائزة في مسابقة النادي للتصوير الفوتوغرافي، التي خصصت عن مدينة الرياض.