أبيدجان - أ ف ب، رويترز - استمرت أمس معركة أبيدجان التي يخوضها الموالون للرئيس المنتخب في ساحل العاج الحسن وترة من أجل السيطرة على آخر معاقل الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو، في حين تحدثت معلومات عن مقتل 800 شخص في معارك شهدتها مدينة ديوكويه (غرب) خلال يوم واحد (الثلثاء الماضي)، ووجود مقابر جماعية في بلدات عدة غرب البلاد وجنوبها الذي يشهد خلافات قبلية حادة. وأفادت تقارير عن تزايد الاشتباكات حول مقر التلفزيون الرسمي الذي استعادت قوات غباغبو السيطرة عليه ليل الجمعة – السبت، وبثت بلاغاً دعا الجنود إلى الاستنفار «لحماية مؤسسات الجمهورية». ودارت معارك أيضاً في محيط القواعد العسكرية، ونقل شهود سماعهم إطلاق نار في كل أنحاء أبيدجان. لكن الناطق باسم وزارة دفاع حكومة وترة الكابتن ليون كواكو أعلن أن المتمردين ينفذون عمليات لإضعاف قوات غباغبو قبل شن هجوم حاسم «لن يتأخر»، علماً أنهم سيطروا على معظم مناطق البلاد منذ بدء حملتهم العسكرية من الشمال الاثنين الماضي. وأشار باتريك آتشي، الناطق باسم وترة، إلى أن سقوط غباغبو بات وشيكاً، وقال: «لسنا قلقين إذ لا يسيطر غباغبو على الجيش أو قوات الأمن. ستُسنتزف قدراتهم، وذخيرتهم بدأت تنفد»، علماً أن مقربين من الرئيس المنتهية ولايته والذي يُرجح وجوده مع عائلته في مقر إقامته بحي كوكودي شمال أبيدجان، أكدوا عدم نيته «التنحي» استجابة لمطلب المجموعة الدولية التي تعترف بشرعية فوز وترة بالانتخابات الرئاسية التي أجريت في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وشدد وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه على أن غباغبو يعيش «أيامه الأخيرة كرئيس دولة»، معتبراً أن عناده «إجرامي»، علماً أن الجيش الفرنسي واصل أمس، وسط الفوضى الأمنية وأعمال النهب في أبيدجان، إجلاء حوالى 1400 فرنسي وأجنبي إلى معسكر بور بويه التابع له في العاصمة الاقتصادية للبلاد. وحلقت مروحيتان تابعتان لقوات الأممالمتحدة لحفظ السلام فوق وسط أبيدجان، من دون أن تتدخلا. لكن وثيقة داخلية للأمم المتحدة كشفت قتل هذه القوات خمسة من جنود غباغبو في اشتباك اندلع في أبيدجان، وجرح ثلاثة في صفوفها. وفيما وصفت المنظمة الدولية للصليب الأحمر في جنيف المعلومات عن مقتل 800 شخص على الأقل في معارك ديوكوي الأسبوع الماضي بأنها «بالغة الخطورة نظراً إلى عدد الضحايا ووحشية أعمال القتل المرتكبة»، أعلنت قوات الأممالمتحدة في ساحل العاج أن قوات وترة قتلت القسم الأكبر من 330 شخصاً سقطوا في ديوكوي بين الاثنين والأربعاء. وقال غيوم نقيفا، مساعد المسؤول عن قسم شؤون الانسان في قوات الأممالمتحدة: «سقط معظم هؤلاء القتلى على أيدي الدوزو (الصيادون التقليديون) في القوات الجمهورية». لكن حكومة وترة نفت انتهاك قواتها حقوق الانسان، «لأننا نحترم هذه الحقوق، ونعتبرها حجر الزاوية لسياستنا»، علماً أن منظمة «هيومن رايتس ووتش» طالبت أول من أمس وترة بإصدار أمر واضح لقواته ينهيها عن تنفيذ أعمال انتقامية ضد عناصر قوات خصمه غباغبو.