إقبال غير متوقع ذلك الذي شهده المعرض الدولي للكتاب، الذي افتتح قبل أيام في مدينة أربيل العاصمة السياسية لإقليم كردستان - العراق، والذي يتميز عن المعارض السابقة بالأمسيات الشعرية والبرامج المتنوعة. فالمعرض الذي تقيمه مؤسسة المدى للثقافة بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب في حكومة الإقليم يشارك فيه اكثر من 350 دار نشر كردية وعربية وفارسية. ويؤكد مدير المعرض هيثم زياد ل «الحياة» إن أيام المعرض التي انطلقت في 2 الشهر الجاري وتستمر حتى 11 منه تشهد مشاركة واسعة لدور نشر كردية وعربية من خلال نصف مليون عنوان توزعت بين الأدب والسياسة والفلسفة والعلوم وغيرها. وعن مدى إقبال القارئ الكردي على الكتب العربية وما إذا كان العدد يتراجع في ظل تحول لغة المدارس من العربية إلى الكردية عقب انتفاضة الأكراد على النظام العراقي السابق عام 1991، يقول زياد : «بالعكس، في المعارض الأولى التي أقمناها كانت دور النشر لا تتجاوز 20 داراً، أما الآن فإن العدد كما قلت تجاوز 350 داراً، وذلك يدل على أن الشعب الكردي يتطلع إلى ما هو جيد، ولا يعتبر اللغة حاجزاً أمامه رغم أن الطلب على الكتب الكردية يكون جيداً». وأضاف: «لن أبالغ إذا قلت أن التاجر العراقي أصبح المنشط الأبرز خلال إقامة المعارض في الدول العربية». وأوضح زياد أن نشاطات ثقافية وندوات فكرية تقام على هامش المعرض من بينها جلسات شعرية وحلقات أدبية وأمسيات يشارك فيها مثقفون لبنانيون وعرب وأكراد بحضور الكثير من المثقفين، وضمت حفلة الافتتاح أغاني فولكلورية باللغة الكردية والعربية. ويقول علي محمود مسؤول مكتبة وزارة الشباب والرياضة في بغداد الذي زار المعرض ضمن وفد الوزارة انه وبغض النظر عن عدد العناوين، فإن المجتمع الأربيلي بدأ يسعى إلى الاطلاع على الثقافة العربية من باب فتح آفاق الهوة الثقافية. وأضاف: «قبل سقوط النظام السابق كانت هناك حساسية من اللغة، لكن الصورة اختلفت الآن وبدأ القارئ الكردي يتجه إلى توسيع رقعته الثقافية بدافع الرغبة في فهم الآخر، واعتقد أن حاجز اللغة غير موجود بالدرجة التي قد يتصورها بعضهم». ويعد معرض أربيل واحداً من اهم المعارض التي تقام في إقليم كردستان منذ سنوات.