قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن حميد إن المملكة استطاعت - بعون الله وتوفيقه - أن تحقق الاستمرار التاريخي على خلاف توقعات كل الخصوم وتمنياتهم، وتطبيق الإسلام عندنا ليس وظيفة، وليس مجرد نشاط من النشاطات، بل هو الروح والحياة والغاية، وهو المجسد للهوية والمحقق للولاء والانتماء، وأي غفلة عن مقومات هذه الهوية للدولة أو إخلال بها أو تهاون في المحافظة عليها هو هدم يتحقق أثره بقدر حجمه. وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة أمس أن من عناصر مكونات دولتنا المميزة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو ركيزة أساس من ركائز هذه الدولة المباركة في نظامها الأساسي وأحد ترتيباتها الإدارية، فهذا المكون أعطى دولتنا ومجتمعنا بعداً مميزاً في الأمن الاجتماعي والضبط الأخلاقي ومنهج النصح والإرشاد والتوجيه والإجراءات الوقائية، وهو صورة من صور التكافل الحسي والمعنوي للمجتمع ينعكس أثره على المواطن والمقيم - على حد سواء - إنه يحمي الجميع - بإذن الله - من سلوك قلة أو تصرف شاذ منحرف بصاحبه عن الصراط المستقيم. وقال الدكتور ابن حميد: «كما أن من خصائص دولتنا ومزاياها علماءها ورجال الشرع فيها، فهم لهم مكانتهم، فالحاكم يطلب النصيحة ويستقبلها ويقبلها، والعالم ورجل الشرع يبذلها ويقوم بالاحتساب على الحاكم والمحكوم، بل لا يتصور في هذه الدولة المباركة أن يتقاعس طالب علم عن الاحتساب والمناصحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على مستوى الدولة والأمة. وبين أن كل فتنة أو مسلك أو دعوة تهدد الوطن ووحدته والمجتمع وعيشه، يقف أمامها الجميع بالمرصاد صفاً واحداً في كتيبة واحدة، متراصة في وجه كل متربص ومواجهة كل صائل ودحر كل عاد كائناً من كان. وأضاف: «إن التعاطي مع الأحداث وأخذ العبر والدروس يكون بالعقل الحصيف والهدوء الحذر، وفي ظل الأحداث المتسارعة والتقلبات المتتابعة تكون الحكمة ضالة المؤمن، وإن بلادنا بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية فيها أول بيت وضع للناس، وختم بنبيها الرسالات، وتنزل آخر كتاب في ديارها، خصوصيتنا في موقعنا وفي ما اختار الله لنا من متنزل وحيه ومولد رسوله ومبعثه ومهاجره ومماته عليه الصلاة والسلام.