ابيدجان، برازافيل، واشنطن - أ ف ب، رويترز – وضعت حكومة رئيس شاطئ العاج الحسن وترة الرئيس السابق لوران غباغبو الذي اعتقل الاثنين الماضي، قيد الاقامة الجبرية، «في انتظار فتح تحقيق قضائي في شأن مشاركة مرتزقة ليبرييين وأنغوليين وميليشيات في معارك اندلعت بين القوات الجمهورية وقوات الدفاع والامن التابعة لغباغبو». ولم توضح الحكومة مكان اعتقال غباغبو او مساعديه الذين طاولهم هذا الإجراء، فيما ندد حزب الرئيس المخلوع «بانقلاب عسكري نفذه الجيش الفرنسي» ودعا نظام وترة الى عدم تنفيذ ملاحقات. وقال باسكال افي نغويسان، رئيس الجبهة الشعبية العاجية: «ندين تنصيب وترة بالقوة، والذي لن يحل، لا مشكلة الشرعية ولا مشكلة القانونية الدستورية». وشدد على ان «البلاد منقسمة الى قسمين، ولا يمكن ان نرغم انصار غباغبو بالقوة على دعم وترة». وتابع: «نريد اطلاق غباغبو، وفتح مفاوضات توفير شروط تهدئة وإرساء اسس المصالحة الوطنية واستقرار البلاد، وهذا يتطلب التخلي عن الملاحقات، واتخاذ اجراءات لتوفير الأمن الجسدي والقانوني لغباغبو وعائلته وأنصاره». وفي واشنطن، اتهم السناتور الأميركي جيمس انهوفي، المقرب من غباغبو وزوجته، فرنسا ب «ممارسة سياسة استعمارية جديدة في ساحل العاج»، وطالب وزارة الخارجية الاميركية بمنح غباغبو لجوءاً في مكان «لا يتعرض فيه لاغتيال»، كاشفاً تعرض غباغبو وزوجته لعنف خلال اعتقاله. وقال في خطابه الخامس خلال اسبوع امام مجلس الشيوخ: «اجدد دعوتي لعقد جلسة استماع امام لجنة الشؤون الخارجية حول القصف والمجازر التي نفذتها الاممالمتحدةوفرنسا وثوار وترة في ساحل العاج». وأضاف: «حذرت الاممالمتحدة والفرنسيين اربع مرات الاسبوع الماضي بأن حمام دم سيحصل على ايديهم، في حال استمروا بدعم متمردي وترة». وعرض صوراً لأشخاص قتلهم ثوار وترة في دويكويه (غرب)، مؤكداً ان «غباغبو ليس المشكلة، بل العودة الى الاستعمار الامبريالي الفرنسي». وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما اتصل بوترة اول من امس لتهنئته بتسلمه مهماته «كرئيس منتخب ديموقراطياً في ساحل العاج»، وأكد دعم الولاياتالمتحدة له. وأعلن البيت الابيض ان اوباما ووترة اتفقا على ضرورة التحقيق في كل «الفظائع» التي ارتكبت في ساحل العاج، ومحاسبة مرتكبيها جميعهم. الى ذلك، كشف ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر ان الولاياتالمتحدة عرضت تولي غباغبو منصب استاذ جماعي في الخارج في الفترة التي تلت الانتخابات العاجية التي اثير الجدل حولها في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010. وقال: «أجريت اتصالات بمحيطين بغباغبو بعد الانتخابات لبحث نتائج الانتخابات، وضرورة تخليه عن السلطة لتأمين المرحلة الانتقالية. وهي شهدت عرض خيارات بينها توليه منصب استاذ جامعي استناداً الى ماضيه في ميدان التعليم»، علماً ان غباغبو حائز اجازة دكتوراه في التاريخ. وأكد رئيس وزراء كينيا رايلا اودينغا انه بحث في مخارج مهنية لغباغو مع الاسرة الدولية وبينها الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي. وأعلن ان واشنطن عرضت عليه منصب استاذ في جامعة بوسطن. وفي برازافيل، أمل الرئيس الكونغولي دنيس ساسو نغيسو بتنفيذ العاجيين «انتفاضة» ضد اعتقال غباغبو. وقال بعد زيارته ليبيا والجزائر ضمن وفد الوساطة الذي شكله الاتحاد الافريقي: «يجب ان نأمل بحصول انتفاضة في ساحل العاج. انها المعركة الحقيقية». ورداً على سؤال حول دور فرنسا في اعتقال غباغبو، قال الرئيس الكونغولي: «لا استطيع التحدث بدقة عن دور هذا الفريق او ذاك على الارض. الأكيد ان كل طرف ادى دوراً في اطار مهمة الاممالمتحدة».