مع تواصل ازالة الحواجز الاسمنتية من شوارع واحياء بغداد، بعد أربع سنوات بدأ البغداديون تلمّس الفرق الكبير في حياتهم اليومية، وسط مخاوف من انتكاسة الوضع الامني. وبدأت امانة بغداد بالتسيق مع قيادة العمليات بغداد الاسبوع الماضي ازالة الحواجز في منطقتي الدورة وشارع فلسطين بمشاركة الاهالي. في الدورة، قال حيدر مصطفى (54 سنة) ان «الأحياء احيطت بالكتل الإسمنتية منذ عام 2008. كنا ندخل ونخرج من الحي من طريق منفذ واحد، ما سبب لنا متاعب جمة لكنها ساهمت في استقرار الاوضاع الامنية». ولم يألف مصطفى كغيره رؤية الاحياء المجاورة القريبة التي اخفتها الحواجز المرتفعة وشكلت احد رموز فترة الاقتتال الطائفي. وقال: «بالطبع اننا نأمل ان لا نحتاج اليها في المستقبل». اما عدي حسين من حي ابو دشير الملاصق، فقال انه وسكان الحي تأملوا طويلاً مشهد حي الصحة القريب بعد رفع الاسوار، فللمرة الاولى نطل على جيراننا منذ سنوات. وكانت معظم شوارع العاصمة والأسواق الشعبية والأحياء السكنية في بغداد أحيطت بحواجز إسمنتية وجدران عالية لمنع المسلحين من الوصول إلى أماكن تجمع الاهالي وتنفيذ هجماتهم ضد المدنيين. وأقيم عدد قليل من البوابات حول هذه الحواجز للدخول. في شارع فلسطين ادت عملية ازالة الكتل الاسمنية الى خسارة اصحاب المحلات التجارية لوحاتهم الاعلانية التي رسموها على تلك الكتل لكنهم فرحوا ايضاً ب «فك الحصار عن المنطقة». وقال ليث جمعة، صاحب احد المخازن في الشارع: «طوال السنوات الماضية كنا نطالب الجهات المختصة برفع الحواجز والاسوار الخرسانية».