اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقائه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي اليوم (الإثنين)، أن البرنامج النووي الكوري الشمالي يشكل «تهديداً للعالم المتحضر»، مؤكداً أن زمن «الصبر الاستراتيجي ولى»، بعدما حظي بدعم اليابان لسياسته في طرح جميع الاحتمالات لكبح جماح بيونغيانغ. ووصف ترامب برنامج كوريا الشمالية النووي بأنه «تهديد للعالم المتحضر وللسلم والاستقرار الدوليين»، في اليوم الثاني من جولته الآسيوية التي هيمنت عليها الأزمة الكورية. وقال ترامب في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي: «ولى زمن الصبر الاستراتيجي». وأشار إلى أن «البعض يقول إن خطابي شديد اللهجة، لكن انظروا ماذا حدث مع خطاب ضعيف في السنوات ال 25 الأخيرة». وأشار الرئيس في الماضي إلى أن احتمالات التدخل العسكري تبقى قائمة للتعاطي مع طموحات كوريا الشمالية النووية. ورحب ترامب في وقت سابق بإجراء محادثات مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون وقال في مقابلة تلفزيونية سابقة «سأجلس مع أي شخص كان. لا أعتقد أنها مسألة قوة أو ضعف. أعتقد أن الجلوس مع الناس ليس بأمر سيء». وأضاف «سأكون منفتحاً بالتأكيد للقيام بذلك، لكن علينا معرفة إلى أين سيقود (الحوار). أعتقد أن الوقت لا يزال مبكراً للغاية». وأشاد مجدداً ب «الشعب العظيم» في كوريا الشمالية، «الذي يعيش في ظل نظام قمعي للغاية». من جهته، أكد آبي أن الوقت حان لممارسة أقصى قدر من الضغوط على كوريا الشمالية، موضحاً أن طوكيو تساند موقف ترامب بأن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع كوريا الشمالية. وأضاف أنه يتفق مع الرئيس الأميركي على ضرورة أن تلعب الصين دوراً أكبر في إقناع بيونغيانغ بالتخلي عن برامج أسلحتها. وفرضت كوريا الجنوبية عقوبات أُحادية الجانب على 18 من مسؤولي كوريا الشمالية تحظر بموجبها أي تحويلات مالية بين هؤلاء الخاضعين للعقوبات وأي مواطن في كوريا الجنوبية، وذلك في إطار العقوبات الدولية التي تهدف إلى تجفيف التدفقات النقدية غير الشرعية لبيونغيانغ. وقال إعلان حكومي رسمي لوزير المال إن الأشخاص البالغ عددهم 18 والذين فرضت عليهم كوريا الجنوبية عقوبات يرتبطون بصورة مباشرة بمصارف كورية شمالية. وفي ما يتعلق في شأن عائلات المدنيين الذي تعرضوا إلى الخطف في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، أكد ترامب أنه سيقوم بكل ما هو ممكن لضمان الإفراج عنهم، إذ بدا مستعدا للتوصل إلى اتفاق مع كيم في هذا الشأن. وقال «أعتقد انها ستكون اشارة بالغة الأهمية إذا أعادهم كيم جونغ اون» الى بلدهم. واضاف «اذا ارسلهم، فسيشكل ذلك بداية أمر غاية في الأهمية». وعلى الصعيد التجاري، قال ترامب أمام ممثلين عن أوساط الأعمال من كلا البلدين «نريد تجارة عادلة ومفتوحة، ولكن حالياً تجارتنا مع اليابان ليست عادلة أو مفتوحة»، مؤكداً أن «الولاياتالمتحدة تعاني من عجز تجاري هائل مع اليابان منذ سنوات عدة لذلك يتعين علينا التفاوض في شكل ودي». وأضاف أن «اليابان تبيع ملايين السيارات في الولاياتالمتحدة، بينما لا يتم تصدير سوى القليل من السيارات الأميركية إلى اليابان». والعجز التجاري في الولاياتالمتحدة أحد القضايا الرئيسة التي يواجهها ترامب الذي يعتبر ان هذا العجز يهدد الوظائف داخل بلاده. ويلتقي ترامب خلال جولته الآسيوية عدداً من اعضاء «اتفاق التبادل الحر لآسيا المحيط الهادىء» الذين ما زالوا مستائين من انسحابه السريع من المعاهدة الواسعة التي وصفها بوقت سابق بانها «قاتلة» للوظائف الاميركية وسيتوجه ترامب إلى كوريا الجنوبية ثم إلى بكين لإجراء محادثات مع نظيره الصيني شي جين بينغ. وقال: «أحبه كثيراً. أسميه صديقي وهو يعتبرني صديقا أيضاً. لكنه يمثل الصين وأنا أمثل الولاياتالمتحدة».