عقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً أمس، بطلب من الولاياتالمتحدةواليابان وكوريا الجنوبية، بعد إطلاق بيونغيانغ صاروخاً باليستياً جديداً، رأى فيه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون «وسيلة قوية أخرى لهجوم نووي تعزّز القدرات الرائعة للبلاد». وأعلنت اليابان أن المجلس قد يناقش تشديد عقوبات على بيونغيانغ، مشددة على أن الصين تؤدي دوراً «شديد الأهمية»، ومطالبة إياها ب «اتخاذ أفعال بنّاءة بوصفها عضواً دائماً في مجلس الأمن»، رداً على التجربة الصاروخية. وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بعد عودته من في الولاياتالمتحدة حيث التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن موقف واشنطن إزاء بيونغيانغ «سيصبح أكثر صرامة بكثير». وأضاف أن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما كانت استراتيجية جداً في نهجها، مستدركاً أن إدارة ترامب ستراجع هذه السياسة، وزاد: «هناك استراتيجيات مختلفة ستُطرح على الطاولة». وأعرب عن أمله بأن يزور مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، طوكيو «في أقرب وقت». وكانت الخارجية الصينية أعلنت أن بكين تعارض اختبارات صاروخية تنفذها بيونغيانغ، تنتهك قرارات الأممالمتحدة، فيما اعتبرت موسكو أن التجربة الكورية الشمالية «دليل على ازدراء قرارات مجلس الامن». ودعت جميع الأطراف المعنيين إلى التزام الهدوء والإحجام عن أي أفعال تصعّد التوتر في شبه الجزيرة الكورية. ونفّذت الدولة الستالينية 5 تجارب نووية، أولها العام 2006، وبينها اثنتان العام الماضي، على رغم أن قرارات مجلس الأمن تحظّر عليها أي نشاط مرتبط ببرنامجَيها النووي والباليستي. وبثّ التلفزيون الكوري الشمالي مشاهد للصاروخ لحظة إطلاقه، فيما أظهرت صور نشرتها وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية انطلاق الصاروخ في حضور كيم الثالث مبتسماً، ووسط تشجيع عشرات من الجنود والعلماء. وأضافت أن كيم «قاد شخصياً» الاستعدادات للاختبار الذي يتعلّق «بصاروخ أرض - أرض بين متوسط وبعيد المدى من طراز بوغوكسونغ-2»، متحدثة عن «منظومة جديدة للتسلّح الاستراتيجي على الطريقة الكورية». وكانت بيونغيانغ أعلنت في آب (أغسطس) الماضي إطلاق صاروخ من طراز «بوغوكسونغ -1» (نجمة الشمال) من غواصة. وتابعت الوكالة أن محرّك الصاروخ يعمل بوقود صلب، ما يزيد قدرة الصواريخ الباليستية ويعطيها مدى أبعد. كما تحتاج إلى مستوى أقل من الحذر، إذ تستغرق وقتاً أقل لتزويد الصاروخ بالوقود. وأشارت الوكالة إلى أن الصاروخ أُطلق بزاوية مرتفعة، من أجل سلامة دول الجوار، علماً أن مصدراً عسكرياً في سيول أكّد أن الصاروخ بلغ ارتفاع 550 كيلومتراً، وقطع 500 كيلومتر وسقط في بحر اليابان على الساحل الشرقي لكوريا الشمالية. وذكرت الوكالة أن كيم أعرب «عن ارتياح شديد لامتلاك وسيلة قوية أخرى لهجوم نووي، تعزّز القدرات الرائعة للبلاد». ورجّح مسؤول في رئاسة أركان الجيش الكوري الجنوبي استخدام الشمال تقنية «الإطلاق البارد» للصاروخ، كانت استُخدمت أولاً عام 2016 لاختبار صاروخ بحر- أرض باليستي استراتيجي. وأُطلق الصاروخ بكبسولة غاز قبل أن يشتعل محركه، وهذه تقنية أكثر أماناً وتتيح إخفاء التجربة في شكل أسهل. ورأى جوناثان ماكدويل من مركز هارفرد سميثونيان للفيزياء الفلكية، في تطوير كوريا الشمالية لصواريخ تعمل بوقود صلب «تطوراً مقلقاً جداً»، لافتاً إلى أن «الصاروخ الجديد هو الطراز الذي يجب أن نكون أكثر قلقاً في شأنه. صواريخ الوقود الصلب يمكن إطلاقها في وقت وجيز، من دون كثير من التحضير». في غضون ذلك، انتقدت كوريا الشمالية عقوبات دولية مفروضة على الأدوات والتجهيزات الرياضية، معتبرة أنها تؤثر سلباً في فرصها بالمنافسة الرياضية على الساحة العالمية. ويمنع مجلس الأمن الدولة الستالينية من استيراد التجهيزات الرياضية، بما في ذلك عدّة التزلج واليخوت والأحذية الجبلية وطاولات البلياردو. كما يمنع استيراد بنادق منافسات الرماية، أو القوس والنشاب. واعتبر مسؤول في اللجنة الأولمبية الكورية الشمالية أن العقوبات تندرج في إطار «مشروع سياسي شرير» لعزل بيونغيانغ والحؤول دون بلوغها المنافسات الدولية، مثل دورة الألعاب الأولمبية.