أطلقت الشرطة اليمنية النار والقنابل المسيلة للدموع على متظاهرين في مدينة تعز جنوب صنعاء بعد ان حاولوا التوجه الى مبنى المحافظة، ما اسفر عن مقتل شخصين على الأقل واصابة مئات آخرين، فيما دعا الرئيس علي عبدالله صالح المعارضة الى الانسحاب من الشارع قبل التفاهم على نقل السلطة «أما لي الأذرع فغير وارد على الإطلاق». واشار شهود الى مقتل اثنين من المتظاهرين المطالبين برحيل النظام في تعز برصاص الشرطة، الا ان مصدراً مسؤولاً نفى ذلك في تصريح الى التلفزيون الحكومي. وذكرت وكالة «فرانس برس» ان 650 متظاهراً اصيبوا خلال المواجهات، بعضهم بالرصاص، فيما قالت وكالة «رويترز» ان شخصين قتلا واصيب ثمانية آخرون بالرصاص الحي فيما وصل عدد المصابين نتيجة الغاز المسيل للدموع الى مئات الاشخاص. وعلى الصعيد السياسي، طالب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح المعارضة بوقف الحركة الاحتجاجية قبل البحث في نقل السلطة سلميا «عبر الاطر الدستورية»، في ما اعتبر رداً على اقتراح المعارضة تنحيه وتسليم سلطاته الى نائبه والتفاهم معه حول مرحلة انتقالية في البلاد. ودعا الرئيس خلال لقاء مع ممثلين لمواطني محافظة تعز في دار الرئاسة في صنعاء، احزاب «اللقاء المشترك» المعارضة الى «انهاء الازمة عبر رفع المعتصمين ووقف قطع الطرقات... وانهاء التمرد العسكري في بعض الوحدات». وابدى استعداده «للبحث في نقل السلطة سلميا عبر الاطر الدستورية». وقال «أملنا أن يكونوا حصيفين في خطابهم السياسي وان يتركوا إطلاق كلمة البلطجة على هذا الجمع الكبير والعظيم من أبناء الشعب وعلى هؤلاء الشباب من محافظة تعز وإب وذمار وصعدة وحجة وبقية المحافظات». ويبدو أن علي صالح غير مستعد لبحث مسألة رحيله وفق شروط المعارضة، خصوصاً وأن قيادات في حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم اعتبرت رؤية «المشترك» أملاءات يصعب التعاطي معها لحل الأزمة وتفتقد الى ابسط مناهج الحوار وسلمية انتقال السلطة. وأكد قيادي في الحزب الحاكم ل «الحياة» ان ما أعلنته أحزاب «المشترك» لا يمكن وصفه ب «الرؤية السياسية كما كان مؤملا، وإنما جاء على أساس إملاءات تفتقد إلى الكياسة السياسية بدليل اشتراطها الحوار بعد تنفيذ هذه الاملاءات». وعبر المصدر عن اعتقاده بأن المعارضة «تريد بهذه الاملاءات تعقيد الأزمة الراهنة لا حلحلتها كما تدعي، في حين نحن في الحزب الحاكم نعمل على إيجاد مخارج دستورية للأزمة تكفل تجنيب الوطن مخاطر استمرار تداعياتها التي تهدد أمنه واستقراره ووحدته الوطنية بل وتهدد تجربته الديموقراطية». على صعيد آخر، قتل جندي واصيب ثلاثة اخرون بجروح في هجوم شنه مسلحون من «الحراك الجنوبي» المطالب بالانفصال على نقطة تفتيش تابعة للجيش في بلدة الملاح بمحافظة لحج الجنوبية.