استمر أمس «شد الحبال» بين الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وبين أحزاب المعارضة، بعد إعلان الطرفين قبولهما مبادرة مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة في البلاد، وأبدى كل جانب تحفظه عن موقف الآخر، في وقت استمرت الصدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن وأسفرت أمس عن سقوط قتيلين وعشرات الجرحى. وأكد علي صالح في مقابلة مع تلفزيون «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) انه متمسك بإجراء انتخابات لانتقال السلطة مع التشديد على ترحيبه بالمبادرة الخليجية. وقال: «تناديني أميركا وأوروبا بأن أنقل السلطة. إلى من؟ أأنقلها إلى الانقلابيين؟ لا لن أنقلها سوى عبر صناديق الانتخابات. نشكل لجنة عليا للانتخابات والاستفتاء وندعو رقابة دولية تشرف على نزاهة الانتخابات. وليأخذوا السلطة عندها، لكن العملية الانقلابية مرفوضة تماماً». وأضاف: «نتمسك بالشرعية الدستورية ونتمسك بالدستور ولن نقبل بالفوضى». وتنص المبادرة الخليجية على تشكيل حكومة وحدة وطنية وإعطاء ضمانات للرئيس بعدم ملاحقته واستقالته في غضون ثلاثين يوماً، على أن ينظم نائبه الذي يصبح رئيساً بالإنابة، انتخابات رئاسة في غضون شهرين. وكان مسؤول في حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم أكد القبول بهذه المبادرة. من جهته، قال القيادي في المعارضة سلطان العتواني إن «القرار الأول والأخير بيد رجل واحد هو الرئيس... لقد اعتدنا أن يقول الشيء ونقيضه». وأشار الى أن اللقاء المشترك «سيقدم رده على المبادرة الثلثاء (اليوم) كحد أقصى، مع طلب إيضاحات». وشدد على رفض المعارضة «الربط بين وقف الاعتصامات والاتفاق» على نقل السلطة، مع العلم أن المبادرة الخليجية تتضمن إشارة ضمنية الى رفع الاعتصامات. وقال إن «المحتجين يمارسون حقاً دستورياً ولا يستطيع أحد أن يسلبهم هذا الحق». ويأتي موقف أحزاب المعارضة هذا بعدما أعلن «شباب الثورة» رفضهم أي حل لا يتضمن الرحيل الفوري للرئيس ومحاكمته مع أعوانه المقربين. وقتل أمس متظاهر برصاص قوات الأمن في إب جنوب صنعاء، فيما قتل آخر في محافظة البيضاء وسط البلاد عندما فتح مناصرو الرئيس اليمني النار على مخيم للمعتصمين المعارضين، وأصيب العشرات بجروح بالرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع في مواجهات واسعة بين المحتجين والشرطة في مدينة تعز. وأكد مصدر طبي في إب أن متظاهراً توفي متأثراً بجروحه بعدما أصيب برصاص قوات الأمن التي كانت تفرق تظاهرة مطالبة برحيل الرئيس، مشيراً الى «جرح 30 شخصاً بجروح خلال تفريق المتظاهرين بينهم ثمانية أصيبوا بالرصاص الحي». وفي البيضاء، تحدث شهود عن مقتل متظاهر برصاص أنصار الرئيس في بلدة زاهر. وقال أحدهم إن «شباناً من أنصار الحزب الحاكم أطلقوا النيران على مخيم للمعتصمين بهدف إخلائه فحصلت اشتباكات أسفرت عن مقتل أحد المعتصمين». وأفاد الشهود أن المنطقة تشهد توتراً كبيراً بين أنصار الرئيس والمعارضين، فيما يستمر أيضاً التوتر بين الحرس الجمهوري ومسلحين قبليين. الى ذلك، أصيب عشرات المتظاهرين بجروح في تعز حيث أطلقت قوات الأمن النار والغازات المسيلة للدموع لتفريق تظاهرة ضخمة مناوئة للرئيس اليمني، بحسب ما أفاد متظاهرون. وذكر شهود أن مدنيين موالين للنظام شاركوا في إطلاق النار وأن الحصيلة بلغت 25 جريحاً بالرصاص و250 آخرين تلقوا العلاج بسبب تنشق الغازات المسيلة للدموع.