دعا «مجمع البحوث الإسلامية»، أعلى هيئة دينية في مصر، السلطات إلى التصدي لاعتداءات على مساجد وأضرحة ومحاولات لإقامة الحدود وتطبيق الشريعة اتهم بها سلفيون. وأعلن المجمع الذي يعد أرفع كيان في الأزهر، خلال اجتماعه الشهري أمس برئاسة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، رفضه واستياءه الشديدين «لما حدث من اعتداء على بعض أضرحة الصالحين وقبورهم، ومحاولة الاستيلاء على بعض المساجد والمنابر، وادعاء البعض أنهم مخولون إقامة الحدود». وأكد أن «هذه التصرفات محرمة شرعاً ومجرمة عرفاً وقانوناً». وناشد المسؤولين «أن يتصدوا لهؤلاء المعتدين، وألا يمكنوهم من تحقيق أهدافهم، وأن يحولوا بينهم وبين ما يريدون». وكانت «معركة الأضرحة» تصاعدت في الأيام الماضية بين السلفيين والصوفيين. وتفجر هذا الجدال القديم قبل أسابيع على خلفية هدم سلفيين عشرات الأضرحة في محافظات شتى باستخدام القوة، حتى إ نزجاجات حارقة وجدت قرب بعض الأضرحة. وخرج آلاف الصوفيين في تظاهرة حاشدة نددوا فيها بهدم الأضرحة. واتخذت مشيخة الطرق الصوفية قراراً بتشكيل لجان من أتباعها لحماية الأضرحة التي تنتشر بالمئات في مختلف محافظات مصر ومدنها وقراها. وقال الناطق باسم جماعة «الدعوة السلفية» عبدالمنعم شحاتة ل «الحياة» إن موقف السلفيين من موضوع الأضرحة «هو موقف الأزهر، ورأينا الشرعي متطابق مع عدد غير قليل من علماء الأزهر، وهو تحريم الصلاة في المساجد التي تضم قبوراً». لكنه نفى استخدام القوة لمنع ذلك. وشدد على أن «السلفيين لم يتجاوزوا مرحلة الدعوة إلى محاولة التغيير بالقوة واستعداء الناس». وعن وقائع هدم أضرحة في قرى ومناطق مختلفة وفق روايات الشهود، قال شحاتة: «قد تكون هذه الحوادث مدبرة لخلق فتنة، أو حوادث فردية من دون أن يكون هناك اتجاه عام من الدعوة السلفية لاتباع هذا النهج».