هاجم مفتي مصر الشيخ علي جمعة، الدعوة السلفية في البلاد قائلا إن اتباعها لا ينتسبون بأي صلة إلى السلف الصالح، واصفا إياهم ب"المتنطعين"، كما قال في مقال لصحيفة "واشنطن بوست الأمريكية أن السلفيين يمثلون "خطرا حقيقيا" متهما إياهم باستهداف الكنائس والأضرحة. واعتبر جمعة في تصريحات له خلال احتفال بالجامع الأزهر الأربعاء 20 ابريل 2011، أن "السلفيين لا ينتسبون بأي حال من الأحوال للسلف الصالح، بل هم من المتنطعين". وأضاف "هلك المتنطعون". وكان الاحتفال يتعلق بختم تدريس كتاب "الشمائل المحمدية" للإمام الترمذي، وأعقبته وقفة احتجاجية لعلماء الأزهر للتنديد باعتداء قالوا إن أعضاء التيار السلفي نفذوه ضد الشيخ حسن الشافعي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء الصوفية، خلال إلقائه خطبة الجمعة الأسبوع الماضي في أحد مساجد القاهرة. واعتبر جمعة أن ما حدث للشافعي يعد "اعتداء بالسب من قبل بعض الجهال ممن يدعون بالسلفية"، على حد قوله، مضيفا أن "السلفية أصحاب مناهج حمقة"، وإن الأزهر سوف "يعالج هؤلاء الحمقى، لأن بابه مفتوح لكل من أراد أن يتعلم الوسطية والاعتدال من دون تكبر". وفي هجوم آخر، سعى جمعة إلى التخويف مما أسماه خطر السلفيين في مصر، حيث قال في مقال أرسله لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن السلفيين "يشكلون خطرا حقيقيا؛ لأنهم من يقفون وراء استهداف الكنائس والأضرحة في مصر". وقال جمعة إن الأسابيع القليلة الماضية شهدت صعودا مقلقًا للعنف من قبل أوساط متشددة استهدفت أماكن تحتل أهمية دينية، فقد تعرضت كنائس قبطية وأضرحة لهجمات. وهذه تطورات مقلقة للغاية، وخاصة في ضوء الوضع الهش لبلدنا في هذا المنعطف الخطير، بحسب قوله. وتأتي تصريحات جمعة على خلفية أحداث عنف وترويع شكا منها قطاع من المصريين عقب ثورة 25 يناير واتهم فيها السلفيون، لكن قادتهم نفوا صلاتهم بها، فيما تستمر الحملة الإعلامية ضدهم على نطاق واسع. وتأتي تلك الحملة رغم مشاركة أبرز رموز التيار السلفي في مصر في تهدئة وقائع الفتنة الطائفية التي تمثلت في مواجهات بين مسلمين ونصارى في أعقاب حرق كنيسة احتجاجا على ارتباط شاب نصراني بفتاة مسلمة، وغيرها من الحوادث التي شارك في تهدئتها شيوخ السلفيين في مصر.