يبدو أن أندية سعودية عدة استفادت كثيراً من أخطائها في الموسم الرياضي الماضي، وعقدت عزمها على تلافي ذلك مستقبلاً، من خلال ترميم فرقها وسد حاجاتها باكراً، غير منتظرة إعلان بدء موعد التسجيل، فلم تنتظر طيران الطيور بأرزاقها كما فعلت بعض الأندية التي ربما تكتشف لاحقاً بأنها وقفت متفرجة وسط سوق منتعشة لم يعرف الكساد. الأهلي ثالثاً في النسخة الأخيرة من دوري عبداللطيف جميل، وكان أكثر الفرق تحركاً بإعلانه التوقيع مع خمسة لاعبين، أربعة محليين هم «ماجد عسيري، صالح العمري، سلمان المؤشر، وحسين المقهوي»، إضافة إلى السوري «عمر السومة»، الأمر كذلك بالنسبة للفيصلي سابع الدوري الذي أنهى إجراءات توقيع خمسة لاعبين «إسلام سراج، عبدالعزيز البلوي، فايز الخيبري، وصباح جدوع»، إضافة إلى البرازيلي «انطونيو داسيلفا». أما بطل الدوري فريق النصر، فصاحب «الصخب» صفقاته الثلاث، خصوصاً مع اللاعب عبدالعزيز الجبرين الذي لاقى انتقاله من الرائد ردود فعل واسعة، كادت أن تغير مسار اللاعب إلى الهلال، قبل أن تدخل لجنة الاحتراف لحسم انتقال اللاعب، وإلى جانب الجبرين اكتفى النصراويون حتى الآن بأحمد الفريدي وعلي الخيبري، الأمر ذاته تقريباً ينطبق على فريق التعاون الذي حسم ثلاث صفقات بضم كل من «ريان بلال، أحمد موسى، وأحمد كرنشي». وعلى رغم أن أمور الرئاسة في نادي الشباب لم تحسم بعد، إلا أن ذلك لم يغير شيئاً في التحضيرات للموسم الجديد، إذ أنهت الإدارة باكراً التعاقد مع قائدها السابق عبده عطيف، إضافة إلى الدولي الشاب حمد الجيزاني، وإلى أقصى الجنوب أنهى نجران الذي صارع على الهبوط في الموسم الأخير صفقتي انتقال حارس الهلال فهد الشمري، والبرازيلي جيلبرتو أولمس، بينما العروبة الذي نجح في البقاء موسماً آخر بين الكبار اكتفى حتى اللحظة ب«محمد ربيع». ويبدو أن العائد مجدداً إلى مصاف الأندية الممتازة فريق هجر يأمل بالاستفادة من أخطاء المشاركة الضعيفة الآخيرة له بين الكبار، معلناً بدء التحضيرات الباكرة لموسمه المنتظر، بإعلان التعاقد مع عايش جوني، إضافة إلى الأردني علاء شقران، والسنغالي منصور غويي. وسط هذا الضجيج، والتحركات السريعة، يسود هدوء غريب تحركات بعض الأندية، خصوصاً وصيف الدوري الهلال، ومرافقه في دور ال8 من دوري أبطال آسيا الاتحاد، اللذين خسرا السباق في أكثر من صفقة انتقال، لكن المطلع على بواطن الأمور في البيتين الأزرق والأصفر، يصر على أن العاصفة المنتظرة ستأتي بعد ذلك الهدوء، كيف لا والأخير موعود بموازنة مفتوحة من منصور البلوي شقيق الرئيس الحالي للاتحاد، الفتح والشعلة والرائد، شاركت الهلال والاتحاد الركود، ما يقلق جماهيرها، لاسيما وأنها خسرت عدداً من اللاعبين في مقدمهم حسين المقهوي وحسن الطير وعبدالعزيز الجبرين، فيما لم تزل الرؤية غير واضحة حول مستقبل الصاعد الجديد نادي الخليج، فهل يتحرك أولئك الهادئون، أم أن عاصفة الطامعين ستزيدهم ضعفاً بعد أن تبدأ بنهش لاعبيهم عبر عروض مغرية؟