رقم فلكي ضرب به فريقا النصر والأهلي في أولى صفقات سوق الانتقالات للموسم المقبل، إذ أنفقا على ثلاثة عقود نحو 57 مليون ريال، وإن كانت الحصة الأكبر من خزانة نادي النصر الذي أبرم صفقتين من العيار الثقيل حينما تعاقد مع لاعب الاتحاد أحمد الفريدي ليمثله في أربعة مواسم بمبلغ قارب الستة ملايين ريال بحسب الأنباء المتواترة، في حين ضم لاعب الرائد عبدالعزيز الجبرين في صفقة كلفت «بطل الدوري» 24 مليون ريال كما أعلن رئيسه الأمير فيصل بن تركي، ليرد الأهلي بأولى صفقاته حينما تعاقد مع اللاعب السوري عمر السومة من صفوف فريق القادسية الكويتي بما يعادل تسعة ملايين ريال. النصر والأهلي اللذان أنهيا موسمهما قبل الأندية صاحبة الخزائن المكتظة بالملايين، الهلال والشباب والاتحاد، اقتحما «سوق الصيف» من أوسع الأبواب، بل وشارفا على وضع اللمسات الأخيرة على عملهما الذي كانت كلفته باهظة، والحديث هنا ربما يتعلق بالنصر أكثر من غيره، وخصوصاً أنه أنهى التعاقد مع المدرب الإسباني راؤول كانيدا، وسبق أن جدد عقد المحترف «الآسيوي»، البحريني محمد حسين ليبقى في صفوف الفريق موسماً آخر، إذ تعمل إدارة «العالمي» في الوقت الراهن على التعاقد مع الأجانب الثلاثة في حال تأكيد رحيل البرازيلي إلتون رودريغيز الذي تضاربت الأنباء عن مسألة بقائه من عدمه. في حين تنتظر الأندية الثلاثة المتبقية إغلاق موسمها بعد التفرغ من المهمة «الآسيوية» في دوري الأبطال، إذ يلعب الهلال مع بونيودكور، ويلاقي الشباب الاتحاد، إذ من المتوقع أن تعقد تلك الأندية صفقات بالغة التأثير في الوسط الرياضي وفي فرقها، وخصوصاً مع خروج الهلال والاتحاد من المنافسات المحلية من دون إنجاز يذكر، في حين يهدف الشبابيون أبطال كأس خادم الحرمين الشريفين إلى تدعيم صفوفهم بأسماء تزيد من توهج «شيخ الأندية». المبالغ الفلكية لم تعد أمراً جديداً على الملاعب السعودية، وتحديداً في المواسم الثلاثة الأخيرة، إذ بات تجاوز عقد اللاعب الواحد حاجز ال30 مليوناً من تقاليد الاستقطاب لدى من يملك الإمكانات العالية، إضافة إلى دخول الشركات المستثمرة على خط كرة القدم السعودية، ما دفع برؤساء الأندية «الغنية» إلى المجازفة بالدخول في صفقات تكلف الخزائن ملايين ترهق الموازنات، والشواهد على ذلك كثيرة، وآخرها لاعب الاتحاد أحمد الفريدي الذي كان يتقاضى سبعة ملايين ريال في الموسم الواحد، ما جعله يدخل في مشكلات مع الإدارة في بعض الأحيان مثل تأخر مستحقاته، كما ذكر اللاعب في تصريحات «فضائية»، إضافة إلى إضراب لاعبي النصر الأجانب عن خوض مباراة فريقهم أمام الهلال في الدوري الموسم المنصرم للتو، وذلك لعدم تسلمهم الرواتب أولاً بأول. وبالعودة إلى سوق الانتقالات المحلية، فإن الكرة السعودية مضت في سلك منعطف جديد في عالم الاحتراف، إذ أصبح من الوارد انتقال اللاعبين المؤثرين في أنديتهم إلى الأندية المنافسة كما حدث في الأعوام الثلاثة الأخيرة، إذ انتقل سعد الحارثي من النصر إلى الهلال، وأسامة هوساوي وأحمد الفريدي من الهلال إلى الأهلي والاتحاد، إضافة إلى انتقال محمد نور وأحمد الفريدي وسعود كريري من الاتحاد إلى النصر والهلال، كما شد هداف الدوري ناصر الشمراني الرحال من الشباب إلى الهلال، وأخيراً التحق عبده عطيف إلى الشباب قادماً من صفوف النصر، وهو الأمر الذي كان من الصعب أن يحدث، إلا أن الإدارات الجديدة انتهجت طرقاً مختلفة في إدارتها أحوال أنديتها، ما جعل مثل تلك الانتقالات تزداد في المنافسات المحلية.