يقول البعض لمَن يقضي وقته في المطالعة ومتابعة المعلومات العامة: «ماذا ستفيدك معرفتك معلومات عامة؟ إبحث عن أمرٍ تجني المال من خلاله»، والأكيد أنّ هؤلاء يسكتون في كلّ مرّة أمام رابح جائزةٍ كبرى في مسابقة للمعلومات العامة، وبخاصّة إذا كانت الجائزة مليوني ريال سعودي كما حصل مع التونسي محمد ليتيم الذي فاز ليل أول من أمس بهذا المبلغ خلال الحلقة الأخيرة من برنامج «مسابقة الجماهير» على قناة «أم بي سي 1». وبعدما اعتاد ليتيم الافتخار بنفسه لمعلوماته العامة يشعر هذه المرّة بالسرور أكثر ممّا يشعر بالفخر لأنّه استطاع منافسة مشتركين أقوياء وتقديم أداء جيّد، علماً أنّه لم ينفّك يردد: «إن شاء الله أربح أنا ويخسر جميع المتسابقين». ولكن اليوم، وبعدما اطمأن إلى أنّه الفائز، هل يعيد النظر في قوله هذا ويرى أنّ آخرين كانوا يستحقون الفوز أيضاً؟ «بالتأكيد كان المشتركون الآخرون يستحقون الفوز لأنّ معلوماتهم كانت قوية وواسعة، ولكن في النهاية لا يمكن اختيار أكثر من رابح واحد للجائزة الكبرى»، يقول ل «الحياة»، ثمّ يفصح: «أعترف بأنني في مرحلة معينة صرت أشعر بأنني قادر على الفوز على الآخرين على رغم غنى ثقافتهم». محمد ليتيم الذي كان يتابع باستمرار برامج ثقافية وبرامج معلومات عامة مثل البرنامج الفرنسي question pour un champion و «مَن سيربَح المليون» بنسختيه الفرنسية والعربية، هل كان يغار من المشتركين ويتمنّى أن يكون يوماً ما واحداً منهم؟ يجيب: «كنت في كلّ مرّة أقول في نفسي أنّني لو كنت مشتركاً، الأكيد أنني كنت سأظهر كأحد المنافسين الأقوياء، حتّى أنّه كان يخالجني شعور أحياناً بأن باستطاعتي أن أكون من الرابحين». رابح الجائزة الكبرى في «مسابقة الجماهير» يمكن أن يشكّل للبعض محفّزاً للسعي الدؤوب بهدف الوصول إلى الهدف، فهو حاول الاشتراك في «مَن سيربح المليون» لكنّه لم ينجح، ثم اشترك في «القوة العاشرة» لكنّه لم يربح، فجاء فوزه هذه المرّة تتويجاً لجهوده. فهل يفكّر في الاشتراك بعد في مسابقات أخرى أم يشعر أنّه وصل إلى تحقيق حلمه؟ يجيب أنّ الرغبة في الاشتراك موجودة دائمة ولكنّ تنفيذها يرتبط بالوقت والمشاغل. نسأل ليتيم عمّا سيفعله بالمليوني ريال مستوضحين بمزاح إن كان سيشتري بكل المبلغ كتباً وموسوعات، فيجيب مبتسماً: «لا أخفي أنّ الفكرة خطرت في بالي»، ثم يقول بجدية: «لا شك في أنّ الناحية الثقافية لها دور مهم في حياتي، لكنّني مهتم جداً بالبيئة وأفكّر في مشروع يعيد إلى عبارة «تونس الخضراء» معناها الحقيقي بعدما بدأ التصحّر يهاجمها وصارت الواحات جافة بسبب الإهمال».