أكد سيرغي استاخوف، المسؤول الكبير في حرس الحدود الأوكراني، ان القوات الروسية تراجعت مسافة 10 كيلومترات على الأقل عن الحدود، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن وحدات مسلحة بدأت في العودة الى مواقع تمركزها الدائم بعد انهاء تدريباتها في مقاطعات مجاورة لأوكرانيا، تنفيذاً لأمر اصدره من وزير الدفاع سيرغي شويغو. وأشارت الوزارة الروسية الى ان عودة العسكريين الذين تدربوا على التعاون القتالي بين الوحدات وإطلاق النار، ستجري على مرحلتين من ميادين التدريب في مقاطعات روستوف وبيلغورود وبريانسك. وطالب الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف بإطلاق صحافيين روسيين اعتقلهما الحرس الوطني الأوكراني الأحد الماضي. وأكد اتخاذ وزارة الخارجية كل الإجراءات اللازمة عبر اتصالات أجرتها مع منظمة الأمن والتعاون في اوروبا ومفوضي حقوق الانسان، وخطوات اتخذتها في إطار العلاقات الثنائية. وكانت محطة «لايف نيوز» الروسية التي يعمل الصحافيان لحسابها أفادت بأنهما «يعاملان في شكل سيء وكانهما إرهابيان». على صعيد آخر، دعا رينات احمدوف، الرجل الأغنى في اوكرانيا والأقوى شرق البلاد، عمال مصانعه الى التظاهر سلمياً ضد الانفصاليين في ماريوبول ودونيتسك ومدن شرقية اخرى، ما قد يمثل تحولاً في ازمة اوكرانيا قبل خمسة ايام من الانتخابات الرئاسية، باعتبار ان شركاته توفر مصدر العمل الأول في المنطقة، في ظل تنوع اعمالها بين المعادن ومناجم الفحم والمصارف، كما يملك نادي شختار دونيتسك لكرة القدم الذي يلعب مؤيدوه دوراً مهماً في المنطقة. وقال احمدوف الذي تقدر ثروته ب 12.2 بليون دولار وتحالف مع مؤيدي وحدة اوكرانيا: « تعب السكان من العيش في خوف ورعب، ومن النزول الى الشوارع ليتعرضوا الى اطلاق نار. يتجول اشخاص حاملين اسلحة وقاذفات قنابل، والمدن أصبحت مسارح للجرائم والسرقات». وتابع: «ماذا يفعل الانفصاليون في منطقتنا؟ يقاتلون المدنيين في منطقتنا اي ضد حوض دونبا، ما يشكل ابادة». ورحب وزير الخارجية الأوكراني آرسين افاكوف بموقف رجل الاعمال، وكتب على «فايسبوك»: «رينات احمدوف، اخيراً حيوية». وينكب احمدوف منذ ايام على العمل لحماية عماله ومصانعه من الانفصاليين. وكشف مصدر اعلامي ان رجل الأعمال نشر عناصر غير مسلحة من موظفيه للمساعدة في اعادة النظام في ماريوبول، بعد اعمال عنف اسفرت عن قتلى. وبهدف الظهور كرجل سلام، طالب احمدوف الحكومة الأوكرانية بوقف عمليتها العسكرية في الشرق والتي أطلقت في 13 نيسان (ابريل) الماضي. كما دعا الموالين لروسيا الى التراجع عن مطالب الاستقلال والحوار مع كييف. وبعد عودته من دونيتسك، وصف الأمين العام المساعد لشؤون حقوق الانسان في الأممالمتحدة إيفان سيمونوفيتش الوضع شرق اوكرانيا بأنه «على حافة الانهيار». وحذر من «نزوح ضخم من مناطق الانفصاليين إذا لم تتحسن الامور، علماً ان عدداً كبيراً من السكان يفكرون بمغادرة المنطقة». وأعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة ان 10 آلاف شخص على الأقل معظمهم من أقلية التتار المسلمة نزحوا من منازلهم منذ بدء ازمة اوكرانيا، مشيرة الى ان حركة النزوح بدأت قبل استفتاء انفصال شبه جزيرة القرم في آذار (مارس). وقال الناطق باسم المفوضية ادريان ادواردز: «تلاحظ المفوضية العليا للاجئين في اوكرانيا زيادة متواصلة وكبيرة للنازحين باتت تطاول حوالى عشرة آلاف شخص ثلثهم على الاقل اطفال، وغالبيتهم من التتار». وأوضح ان غالبية النازحين يسبب شعورهم بخطر او بالخوف يتوجهون الى وسط اوكرانيا (45 في المئة) او غربها (26 في المئة)، فيما قال ان الاممالمتحدة لم تكوّن بعد «صورة واضحة» لهوية الذين يهددون السكان. وتساعد المفوضية العليا للاجئين، بالتعاون مع السلطات المحلية ووكالات انسانية أخرى، الاشخاص الأكثر تضرراً، وقدمت في هذا السياق مساعدة مالية نقدية لحوالى ألفي شخص حتى الآن.