في مبادرة قد تصب في خانة «التهدئة» قبل الانتخابات الرئاسية الأوكرانية الأحد، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإنهاء تدريبات عسكرية أطلقتها موسكو في مناطق روستوف وبيلغورود وبريانسك المحاذية للحدود مع أوكرانيا، وإعادة الوحدات المشاركة فيها إلى ثكناتها، مطالباً كييف بسحب قواتها «فوراً» من شرق البلاد. لكن الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن قال إن «لا دليل على تنفيذ بوتين إعلانه الثالث بسحب قوات»، فيما أفاد البيت الأبيض بأنه ينتظر «أدلة ملموسة على الانسحاب». (للمزيد) ترافق ذلك مع مناشدة وزارة الخارجية الأوكرانية موسكو عدم إجراء مناورات «أفيادارتس 2014» الجوية التي تشارك فيها 71 طائرة ومروحية روسية بمقاطعة فورونيغ الحدودية، بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية التي أعلن مبعوث منظمة الأمن والتعاون الأوروبية لأوكرانيا، فولفغانغ إيشينغر، أنها ستنظم في شكل طبيعي باستثناء 10 في المئة من مدن الشرق، حيث قتل مسلحون موالون لروسيا جندياً أوكرانياً قرب بلدة سلافيانسك أمس. وأكد وزير الداخلية الأوكراني آرسين آفاكوف، أن صعوبات تعترض تنظيم الانتخابات في عدد من مناطق الشرق، خصوصاً دونيتسك ولوغانسك اللتين أعلنتا انفصالهما، لكنه أكد عدم نية كييف التراجع عن موعد الانتخابات حتى إذا قاطعها عدد من المناطق. في المقابل، دعا زعيم الانفصاليين في دونيتسك، بافيل غوباريوف، كييف إلى إقرار استحالة إجراء الانتخابات في الشرق، وقال: «سكان المنطقة مستعدون للدفاع عن سيادتهم، وجمهورية دونيتسك المستقلة لن تعترف أبداً بنتائج الانتخابات». واعتبر أن إجراء مفاوضات مع الحكومة الأوكرانية الحالية مستحيل، مطالباً بتشكيل حكومة جديدة تضم شخصيات يمكن التفاوض معها بلا خوف من انتهاك شروط اتفاقات قد تبرم». وأفاد بيان أصدره الكرملين بأن «بوتين أمر وزير الدفاع سيرغي شويغو بإنهاء مناورات شملت عمليات انتشار وإنزال سريعة وتحرير مدن»، مبرراً القرار ب «إنجاز المرحلة المطلوبة». وأبدى البيان «ارتياح بوتين إلى الاتصالات التي أطلقتها كييف مع قسم من أنصار الفيديرالية (الانفصاليون) في أوكرانيا، بهدف إقامة حوار مباشر بمشاركة كل الأطراف المعنية»، في إشارة إلى اجتماع استضافته مدينة خاركيف (شرق) ضمن «الطاولة المستديرة» السبت الماضي. وتؤيد موسكو تنفيذ إصلاح دستوري في أوكرانيا يأخذ في الاعتبار إرادة المناطق الشرقية، فيما وصف بوتين أخيراً الانتخابات الرئاسية الأوكرانية بأنها «خطوة في الاتجاه الصحيح» بعدما كان رفضها في مرحلة أولى إثر إطاحة الرئيس الموالي للكرملين فيكتور يانوكوفيتش. ويلتقي بوتين على هامش قمة التعاون وخطوات الثقة في آسيا التي تستضيفها مدينة شنغهاي الصينية اليوم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لبحث أزمة أوكرانيا، كما سيشارك في مراسم لإطلاق تدريبات بحرية روسية صينية مشتركة. ألي ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الحاجة إلى «إعادة النظر» في علاقات بلاده مع الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي في ضوء الخلافات العميقة حول أوكرانيا، موضحاً أن هذا الأمر «محور نقاشات حالياً، والقضية الأكثر حرجاً هي وقف العملية العسكرية في الشرق». وكشف الوزير الروسي أنه طالب الأمين العام للأمم المتحدة بإجراء تحقيق في مقتل عشرات الأشخاص بمدينة أوديسا الأوكرانية في الثاني من الشهر الجاري، وفي معلومات عن استخدام مادة كيماوية سامة ضد الضحايا.