دخل تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة مرحلة التفاوض على نقاط محددة، ويفترض أن تتضح نتائجها خلال اليومين، في وقت رأت مصادر في الأكثرية الجديدة أن التأخير في إنجاز الحكومة برئاسة نجيب ميقاتي بات أشبه بأحجية، إذ كلما تفاءل المعنيون بقرب تشكيلها، عادت الأمور الى الوراء بفعل بقاء عدد من العقد على حالها. وفيما انشغل كبار المسؤولين اللبنانيين بقضية الأستونيين السبعة المخطوفين في البقاع منذ يوم الأربعاء الماضي، خصوصاً أن الحادث لقي اهتماماً اهتماماً دولياً وأوروبياً واسعاً، فإن مصادر أمنية أكدت استمرار التفتيش عن هؤلاء في منطقة البقاع وسط متابعة لأحد الخيوط التي يمكنها أن تقود الى مكان احتجازهم. وزار بيروت وزير خارجية أستونيا أورماس باييت واجتمع مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان وسائر كبار المسؤولين للبحث معهم في جهود كشف مصير المخطوفين السبعة. في هذا الوقت واصل رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري زيارته للخارج فالتقى مساء أمس أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بعد أن كان التقى قبل يومين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض. ورافق الحريري في زيارته قطر الوزير السابق باسم السبع، نادر الحريري والمستشار الإعلامي هاني حمود. وعلمت «الحياة» أن الحريري كان تلقى اتصالاً قبل ايام من النائب وليد جنبلاط هو الأول بينهما منذ أكثر من شهرين حين سمى الأخير ميقاتي لرئاسة الحكومة بدلاً من الحريري. وقالت مصادر مطلعة أن جنبلاط أكد للحريري ضرورة العودة الى طاولة الحوار الوطني وأنه يجب ألا ينقطع التواصل بين الفرقاء على رغم الخلاف. وذكرت المصادر أن الحريري أكد أنه ليس هو الذي جمّد هيئة الحوار وأوقف عملها وسعى للانقلاب على التوافق. وأوضحت المصادر أن أهمية الاتصال تكمن في حصوله. أما على صعيد تأليف الحكومة، فأكدت مصادر مواكبة عن قرب لمساعي معالجة مطالب رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون أن الاتصالات التي أجريت خلال اليومين الماضيين أدت الى حسم عدد من الأمور العالقة أهمها أن أعضاءها الثلاثين سيتوزعون بين 19 وزيراً لقوى 8 آذار و11 وزيراً محسوبين على سليمان وميقاتي و «جبهة النضال الوطني» برئاسة النائب وليد جنبلاط، بحيث يبقى الثلث +1 في يد هذا الثلاثي ولا تحصل قوى 8 آذار على أكثرية الثلثين. وأشارت الى أن الاتجاه الراجح هو أن وزير الداخلية الحالي المحسوب على سليمان زياد بارود سيتولى حقيبة الداخلية خلافاً لإصرار عون على الحصول عليها وأن اتصالات الساعات المقبلة ستؤدي الى مخرج لتراجع عون عن الفيتو الذي كان وضعه على توزير بارود الذي كان قال عنه البطريرك الماروني الجديد بشارة الراعي أنه «لا غنى عنه»، أول من أمس. وكشفت المصادر ل «الحياة» أن ميقاتي يتمتع بدعم سوري كبير لتجاوز المطالب الكثيرة التي تراكمت عليه وأخرت تشكيل الحكومة، وأن هذا ما دفع لإيجاد مخارج عدة لبعض العقد منها إصرار «حزب الله» على تمثيل المعارضة السنية بنجل الرئيس عمر كرامي، فيصل الذي لا يحبذه ميقاتي. واتفق على مخرج يقضي بأن يسمي كرامي شخصية شمالية يوافق عليها ميقاتي. وذكرت المصادر أن استبعاد المعنيين بتأليف الحكومة ومنهم ميقاتي اسم الوزير للاتصالات شربل نحاس من حصة العماد عون يحتاج أيضاً الى توافق معه على الاسم البديل.