العنف، وغياب الأصدقاء، وأسباب أخرى كثيرة دفعت الفنانة السورية مي سعيفان لقول: «الوقت الآن ليس للمهرجانات»، حين قررت إلغاء دورة هذا العام من ملتقى دمشق للرقص المعاصر، بصفتها مديرة له. فمن يستطيع في دمشق، حضور عروض رقص معاصر؟ تقول سعيفان: «أنا نفسي فقدت الحماسة للملتقى»، وتضيف: «لا أستطيع فعل شيء سوى متابعة الأخبار والبكاء». ملتقى دمشق للرقص المعاصر كان من المفترض أن تستضيفه دار الأوبرا السورية بين 12 و29 نيسان (أبريل) 2011، ووصل في التحضيرات إلى مراحله النهائية. وكان من المقرر أن يحمل للجمهور السوري عروض 13 فرقة، منها: سبع فرق عالمية، وفرقتان عربيتان، وأربع محليات. من هذه الفرق: فورسايث الألمانية التي تعد من الأهم والأشهر في العالم، إضافة إلى عرض للأطفال، وعرض بريك دانس فرنسي، ومحاضرات، وورشات عمل. موت كل هذا التعب جعل مي تشعر بالألم، فهي تُحضّر للملتقى منذ عام تقريباً، لكنها اليوم: «غير قادرة على تحمّل مسؤولية الفرق العالمية القادمة، واحتمال إلغاء زيارتها في أي لحظة». ولجهود سعيفان، تاريخ مع الرقابة والخيبة في دمشق، إذ انتهى ملتقى العام الماضي بالمنع، لأن الرقابة في سورية تخاف على أخلاق الجمهور السوري من ثديي فنانة عجوز سيظهران في فيلم «مقهى مولر»، فمنعت عرضه. ولم تصرّح يومها سعيفان للصحافة بالتفاصيل، لكنها كتبت على جدار صفحتها على موقع «فايسبوك»: «أي مزبوط، ولأسباب خارج إرادتنا، جداً». على رغم ذلك، تتمنى سعيفان أن تلتقي جمهور دمشق في العام المقبل، وأن يحصل أبناء وطنها على كافة مطالبهم المشروعة، بحسب تعبيرها. ويمكن القول إن مي سعيفان استطاعت أن تكون أول راقصة باليه سورية، وأول مصممة رقص معاصر، كما أسست «تجمع تنوين للرقص المعاصر»، الذي لم يأخذ شكل فرقة حتى الآن، ولذلك بقي على شكل تجمّع، لكنّه منضوٍ في تجمعات أخرى ضمن شبكة مساحات الإقليمية والتي تضم مجموعة دول في المنطقة، وهي لبنان والأردن وفلسطين إضافة إلى تنوين من سورية. كما أنها أسست ملتقى دمشق للرقص المعاصر عام 2009 وهذه هي دورته الثالثة، وهو جهد شخصي وخاص غير حكومي تحت رعاية ودعم دار الأوبرا وبالتعاون مع مؤسسات ثقافية أوروببية عديدة. بشار زرقان أيضاً الظروف التي تمر بها سورية دفعت الفنان السوري بشار زرقان الى إلغاء حفلته التي كان من المفترض أن تقام مساء أول من أمس، وكتب زرقان على صفحته على موقع «فايسبوك»: «قررت إلغاء الحفلة بسبب ما تمر به بلادي من أحداث، ورحم الله الشهداء». الأمسية الغنائيّة التي تحمل عنوان «لا أحد»، ألغاها زرقان لأن الناس كُثر في سورية، شهداء وأحرار. وزرقان، مغنٍ وملحن سوري من مواليد دمشق، أنجز أسطوانات عدّة منها «طيرٌ لا تطير»، و «حالي أنت»، و «جدارية درويش»، و «لا أحد».