أحكم الشاب عبدالله الحضيف «قبضة» يديه على حبه للفن، الذي نمت وكبرت فكرته داخله حتى استطاع إخراج بذرتها وزرعها على أرض الواقع، متجسدة في مشروع «أرباب الحِرف»، الباحث عن أرباب الحِرف وأصحابها، عن معتنقي الفن وأبناء الموسيقى، وهواة الإبداع ومحترفي المهن، إّذ عزم عبدالله على إيجاد منصة للمبدعين وبيئة صحية لتفريغ طاقات الشباب وجعلها حراكاً شبابياً في مختلف المجالات الإبداعية بهدف مسح «غبار الحياة» الروتينية عن الروح. بدأت الأفكار تراود عبدالله منذ تطوعه في النادي السعودي في مدينة الغولد كوست بأستراليا فترة ابتعاثه، عندما أسس مجلس الندماء الشهري عام 2012، وبعدها مجلس الغولد كوست الثقافي عام 2013، ومجلس علم في 2014، والذي كان لقاءً يجمع المبتعثين في حب الوطن والاجتماع عليه في مرحلة كانت تمر في العالم العربي من تشدد وغلو التطرف والطائفية بين أبناء الوطن الواحد. ويقول الحضيف ل«الحياة»: «أرباب الحرف مشروع (أنسنة) للحياة، ويعبر عن التدفق الإبداعي الإنساني، إذ إن ألوان الثقافة الإنسانية تطرق قلب كل إنسان بلا استثناء، وكما قال بابلو بيكاسو: (الفن يمسح عن الروح غبار الحياة اليومية)، وانطلاقاً من هذه الفكرة بدأت فكرة (أرباب الحرف) في محاولة جادة لجعل جدة مدينة إنسانية تتناغم بين اللون والصوت العذب، وانتفاضة الخيط المتشكل لزهرة من خلال الفنون اليدوية كالكروشيه». ويضيف صاحب مشروع «أرباب الحرف»: «إننا نتوافق تماماً ورؤية المملكة ل2030 وطموحات الأمير محمد بن سلمان في خلق بيئة متسامحة مع الثقافات والشعوب والأديان الأخرى، فما عانى منه الناس في العقود الأخيرة مع زيادة التشدد الديني، وتسلط الصوت الواحد على حياة الناس، إضافة إلى صعوبات الحياة، جعلها قاحلة من الإبداع، ونهدف إلى أن نكون جزءاً من سعودية الحضارة، سعودية الجمال، سعودية الموسيقى، سعودية الفن». ويقيم مجموعة «أرباب الحرب» وأعضاؤه حفلات موسيقية بشكل إسبوعي، إضافة إلى عملهم أكثر من 50 ورشة عمل فنية وحرفية في الأشهر الستة الأخيرة بمختلف المجالات، نصفها موجهه للأطفال، وكانوا ممن أدخل الموسيقى والعزف الحي في الفعاليات العامة واليوم الوطني، خلال العام الماضي، ومعارض عدة، منها معرض أرباب الحرف في إعمار سكوير، وغاليري أرباب الحرف في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بمشاركة أكثر من 100 فنان وموسيقي، ومعرض سيفين ونخلة الوطني في جدة، ومعرض أرباب الحرف الوطني في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكولوجيا، ومعرض شاطئ أرباب الحرف في مكارم نخيل، وحكايا مسك، جدة التاريخية مع معرض تعايش.