يشارك الطالب السعودي المبتعث إلى أستراليا لغرض الدراسة عبدالله الحضيف يومياته عبر شبكات التواصل الاجتماعي، يزور عبدالله المتاحف الأثرية والمعالم التاريخية للبلاد ويعرضها عبر حسابه على «فيسبوك» وبات أكثر ما يثير اهتمامه ويلفت انتباهه هو وصف أصدقائه الافتراضيين لمنشوراته الكثيرة بالمميزة والغريبة نوعاً ما. خلال شهر رمضان لم يتوقف الحضيف عن زياراته واستكشافاته في الغابات والمزارات التاريخية والطبيعية الخلاقة، يشاركه ثلة من زملائه وجيران سكنه في أستراليا، وهو يعيش بهيئة أوروبية خالصة ويملك ثقافة عامة تساعده في وصف ما يجده من الغرائب ويوظفها في بسط شروحاته على الصور واللقطات التي يقتنصها في زوايا البلاد التي زارها للدراسة، ولكن يبدو أنه يستفيد من وجوده بشكل ناجح ومميز للإلمام بتاريخ البلاد والتفاصيل الثقافية والاجتماعية التي تكتنزها أستراليا. يقطع عبدالله الحضيف خلال نهارات شهر رمضان الكريم بمعيّة رفقائه مسافات طويلة بغرض الفرجة والمتعة ويحولون «ظمأ الحلوق» إلى «ريّ العقول» والعطش الشديد إلى بهجة النظر وجلال الصور، ويساعد هذا كثيراً في إعطاء رمضان لذة فريدة لا تخلق مرتين لسواهم، إلى جانب تصوير رحلاته وبث تفاصيل زياراته يقوم الحضيف بالإشارة إلى بعض مظاهر رمضان التي يعيشها في بلاد الغربة، ويحاول أن ينقل بعض الملامح الاجتماعية الباسمة التي يعيشها مع رفقاء سكنه ودراسته، ولعله في بعض الأحيان يكشف عن خلطاته السرية والأطباق التي يفضلها على سفر الفطور والسحور ويقوم بإعدادها أحياناً بنفسه. يتحدث عبدالله الحضيف ل «الحياة» بقوله إن أكثر ما يحنّ إليه المغترب، خصوصاً في هذا الشهر الفضيل هو وطنه، إذ يفتقد شيئاً من الروحانية التى اعتادها في بلاده، ويحاول أن يعوّضها بالإفطار مع بقية الطلبة المبتعثين، وعادة يكون الاجتماع في مسجد المدينة، أو في الصالات العامة في الأحياء بعد استئجارها، وعادة يتكفل بذلك النادي السعودي وبعض المتطوعين في المدينة ويتخللها إقامة البطولات الرياضية والثقافية. ومن مظاهر رمضان في الغربة - كما يصف الحضيف - اجتماع المبتعثين سوية في الإفطار بمختلف طوائفهم في مكان واحد وبمشاركة الكل، ويرى في ذلك شيئاً إيجابياً لا تجده في الوطن، ومن طرف آخر فإن غير المسلمين يرسلون التهاني لهم ويشاركونهم الإفطار في بعض الأحيان، إذ انتشرت جملة RAMADAN KAREEM لتهنئة بداية الشهر بشكل مباشر أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ويمتاز شهر رمضان في أستراليا بقلة عدد ساعات الصيام، إذ لا تتعدى 12 ساعة مع جو معتدل لطيف يقلل من شعور الصائم بالعطش ولكن الجهد الدراسي هو أكثر ما يثقل على المغترب، خصوصاً إذا تعارض وقت الإفطار مع محاضرة جامعية. وتقام صلاه التراويح في المسجد الكبير في مدينة «القولد كوست»، إضافة إلى مصلى الجامعة، إذ تقوم كل جامعات أستراليا بتخصيص مصلى في أرجاء الجامعة للطلاب المسلمين، وتقام لهم حفلة إفطار منتصف الشهر الكريم، وعادة تصاحب الاجتماعات محاضرة دعوية قصيرة غالباً ما يكون موضوعها حول الصيام.