عبر الجيش السوري بغطاء جوي روسي اليوم (الإثنين) إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات، بحسب ما أعلنت موسكو، في خطوة يهدف من خلالها إلى فرض حصار كامل على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) داخل الأحياء الشرقية في مدينة دير الزور. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان ان «القوات الحكومية السورية مدعمة من اللواء الرابع مدرعات وبغطاء جوي روسي، اجتازت اليوم الضفة الشرقية لنهر الفرات في دير الزور»، الواقعة على ضفافه الغربية. وأضافت ان الجيش السوري طرد مقاتلي «داعش» من قرى عدة على الضفة الشرقية و«يواصل هجومه غرباً لتوسيع منطقة سيطرته». وتسعى القوات السورية إلى حصار مقاتلي التنظيم في الجزء الشرقي من المدينة. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، ان عبور القوات السورية يأتي في إطار سعيها «إلى حصار مقاتلي التنظيم داخل الأحياء الشرقية في مدينة دير الزور»، غداة تمكنها من تطويق المتطرفين فيها من ثلاث جهات. وبحسب المرصد، بدأت رحلة العبور بإرسال قوات استطلاع من قرية الجفرة الواقعة جنوب شرقي دير الزور، باتجاه قرية مراط على الضفة الشرقية المقابلة. إلى ذلك، قال المرصد ووسائل إعلام رسمية اليوم إن مطار دير الزور العسكري في شرق سورية عاد إلى العمل مجدداً للمرة الأولى منذ نحو عام. وأضاف التلفزيون السوري الرسمي إن «طائرتين تحملان مساعدات هبطتا في المطار وأقلعتا منه». ويقول المرصد إن هذه المرة الأولى التي يشهد فيها المطار نشاطاً من هذا النوع منذ أيلول (سبتمبر) 2016. وكان الجيش السوري استعاد السيطرة على المطار هذا الشهر من «داعش». وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحاً لعمليتين عسكريتين، الأولى يقودها الجيش السوري بدعم روسي لطرد التنظيم من مدينة دير الزور وضفاف الفرات الغربية، والثانية تخوضها «قوات سورية الديموقراطية» بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد «داعش» على الضفة الشرقية. وحققت «قوات سورية الديموقراطية» منذ بدء العملية تقدماً سريعاً، وباتت على بعد حوالى ستة كيلومترات من الضفة الشرقية للفرات مقابل مدينة دير الزور. وكانت القوات أكدت اثر إعلانها بدء حملة «عاصفة الجزيرة» في شرق الفرات في التاسع من أيلول (سبتمبر) الجاري، عدم وجود أي تنسيق مع الجيش السوري وروسيا. وقال الناطق باسم التحالف الدولي الكولونيل ريان ديلون اليوم، «بقدر ما يقترب الجيش السوري وقوات سورية الديموقراطية من بعضهما، بقدر ما تصبح الحاجة الى التيقظ أكبر». وشدد التحالف في وقت سابق على أهمية احترام خط فض الاشتباك بينه وبين الروس في المعارك ضد «داعش» في شرق سورية. واتفق الطرفان على إنشاء خط فض اشتباك يمتد من محافظة الرقة الشمالية على طول نهر الفرات، باتجاه محافظة دير الزور المحاذية، لضمان عدم حصول أي مواجهات بين الطرفين اللذين يتقدمان على حساب التنظيم. لكن «قوات سورية الديموقراطية» اتهمت أول من أمس الجيش الروسي باستهداف قواتها شرق الفرات، الأمر الذي نفته موسكو وأكده التحالف الدولي. وقال رئيس الأركان الأميركي جو دانفورد أمس، ان الطائرات الحربية الروسية كانت تلاحق متطرفين عبروا الفرات، لكن غاراتهم طاولت مواقع قريبة من «قوات سورية الديموقراطية»، ما أسفر عن إصابة مقاتلين. وأضاف: «أجرينا اتصالات على المستويات كافة لإعادة جعل الفرات منطقة خفض توتر»، مبدياً أسفه لهذا الحادث الذي يشكل «فشلاً» لمساعي خفض التوتر.