شهدت مدينة دير الزور، شرق سورية، استمرار المعارك بين القوات النظامية وعناصر «داعش» على محاور في حي الحويقة ومحيط وأطراف منطقة الجفرة ومحاور أخرى داخل دير الزور وفي أطرافها، مترافقة مع مواصلة الطائرات الحربية تنفيذ غاراتها المكثفة التي استهدفت محاور القتال ومناطق في ضواحي دير الزور وعلى ضفاف نهر الفرات. في موازاة ذلك، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده «تسير بخطى ثابتة نحو الانتصار». وجاءت تصريحات الأسد خلال استقباله أمس وفد الملتقى النقابي الدولي الذي انعقد في دمشق. وجدد الرئيس السوري اتهامه بعض الدول بدعم الإرهاب، مشيراً إلى «الآثار السلبية للحصار الاقتصادي غير الأخلاقي والمخالف للقانون الدولي والإنساني»، الذي تفرضه بعض القوى الكبرى على دول أخرى. ميدانياً، توسعت دائرة القصف الجوي لتشمل قرى وبلدات بالريفين الغربي والشرقي لدير الزور، ما تسبب بتدمير في البنى التحتية. وتسعى القوات النظامية السورية بعد فكها الحصار عن دير الزور لتطويق «داعش» من ثلاث جهات تمهيداً لاطلاق الهجوم الأخير لطرده من الأحياء الشرقية. وقال مصدر عسكري في دير الزور لوكالة «فرانس برس»: «يسعى الجيش الى تطويق داعش من ثلاث جهات عبر السيطرة على الضفة الغربية لنهر الفرات». وتعمل وحدات الجيش وفق المصدر على «توسيع طوق الأمان في محيط المطار العسكري والتقدم في محيط تلال الثردة (جنوباً) وقرية الجفرة» الواقعة على ضفاف الفرات شرق المدينة. ويمهد توسيع العمليات هذا «لطرد داعش من المدينة وريفها في شكل نهائي». وبعد فكه الحصار عن الأحياء الغربية في المدينة والمطار العسكري المجاور الأسبوع الماضي، استقدم الجيش السوري في اليومين الأخيرين تعزيزات عسكرية في إطار التحضيرات للهجوم على الأحياء الشرقية. ويسيطر التنظيم منذ صيف العام 2014 على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور وعلى الأحياء الشرقية من المدينة، مركز المحافظة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» أن «قوات النظام في غرب وجنوب المدينة تحاول التقدم من المطار باتجاه قرية الجفرة حيث تدور معارك عنيفة منذ يوم أمس، بهدف طرد داعش والوصول الى الضفة الغربية للفرات». وفي حال سيطرت القوات الحكومية على الجفرة، فإنها ستتمكن من «تطويق دير الزور من ثلاث جهات». ولا يصبح أمام «داعش» أي منفذ سوى نهر الفرات «الواقع تحت مرمى مدفعية النظام والطيران الحربي الروسي». وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحاً لعمليتين عسكريتين، الأولى تقودها قوات النظام السوري بدعم روسي في مدينة دير الزور وريفها الغربي، والثانية أطلقتها «قوات سورية الديموقراطية» التي تضم فصائل كردية وعربية بدعم من التحالف الدولي ضد «داعش» في الريف الشرقي. ووفق المرصد السوري، تركزت معارك «قوات سورية الديموقراطية» أمس في محيط قرية الشهابات ويرافقها قصف كثيف للتحالف الدولي. وأحصى «المرصد السوري» أمس مقتل 12 مدنياً جراء ضربات للتحالف ليلاً استهدفت ثلاث قرى تحت سيطرة «داعش» في ريف دير الزور الشرقي. وقتل العشرات من المدنيين منذ الأحد جراء تصعيد الغارات من الجانبين الروسي والأميركي دعماً لحليفيهما في عملياتهما العسكرية ضد التنظيم. تزامناً، استعادت وحدات من الجيش السوري 3 قرى مهمة في ريف حمص الشرقي من أيدي «داعش»، بالتزامن مع الجهود لتحضير مطار دير الزور العسكري لاستئناف التحليقات. ونقل موقع «روسيا اليوم» عن مصدر عسكري، أن الجيش السوري استعاد قرى عنق الهوى وأم التباين والخان، فيما تحدثت «شبكة الإعلام الحربي» على صفحتها في موقع «فايسبوك»، عن بسط الجيش السوري سيطرته على مرصد عنق الهوى، الذي كان يرصد بلدات جب الجراح والمسعودية ومكسر الحصان، وكان عناصر «داعش» يستخدمونه في قصف هذه البلدات على مدى السنوات الخمس الماضية.