عبرت القوات النظامية السورية بغطاء جوي روسي إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات أمس وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في خطوة تهدف من خلالها إلى فرض حصار كامل على تنظيم «داعش» داخل الأحياء الشرقية في مدينة دير الزور. في موازاة ذلك، أفاد مصدر عسكري سوري بأن وحدات من القوات النظامية والقوات الرديفة عبرت نهر الفرات من منطقة الجفرة باتجاه حويجة صكر وتخوض معارك عنيفة مع «داعش» بالمنطقة. كما أفاد في تصريحات نقلها موقع «الإعلام الحربي المركزي» التابع ل «حزب الله» اللبناني بهبوط طائرتي نقل صباح أمس بمطار دير الزور محملتين بكميتين كبيرتين من المواد اللازمة لإمداد القوات العاملة في دير الزور. وهذه المرة الأولى التي يتم استخدام مطار دير الزور فيها منذ دخل «داعش» المحافظة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات النظامية وحلفاؤها باتوا يسيطرون على مساحة تقدر ب 64.3 في المئة من مساحة المدينة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أمس «اجتازت القوات الحكومية السورية مدعمة من اللواء الرابع مدرعات وبغطاء جوي روسي... الضفة الشرقية لنهر الفرات في دير الزور» الواقعة على ضفافه الغربية. وطردت القوات النظامية، وفق البيان، عناصر «داعش»من قرى عدة على الضفة الشرقية و «تواصل هجومها غرباً لتوسيع منطقة سيطرتها». وتسعى القوات النظامية إلى حصار عناصر التنظيم في الجزء الشرقي من المدينة. وقال مدير «المرصد السوري» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» إن عبور القوات السورية يأتي في إطار سعيها «لحصار عناصر التنظيم داخل الأحياء الشرقية في مدينة دير الزور»، غداة تمكنها من تطويق «داعش» فيها من ثلاث جهات. ووفق المرصد، بدأت رحلة العبور بإرسال قوات استطلاع من قرية الجفرة الواقعة جنوب شرق دير الزور باتجاه قرية مراط على الضفة الشرقية المقابلة. وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحاً لعمليتين عسكريتين، الأولى يقودها الجيش السوري بدعم روسي لطرد التنظيم من مدينة دير الزور وضفاف الفرات الغربية، والثانية تخوضها «قوات سورية الديموقراطية» بدعم من «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن ضد «داعش» على الضفة الشرقية. وحققت «سورية الديموقراطية» منذ بدء العملية تقدماً سريعاً وباتت على بعد نحو ستة كيلومترات من الضفة الشرقية للفرات مقابل مدينة دير الزور. وكانت «سورية الديموقراطية» أكدت إثر إعلانها بدء حملة «عاصفة الجزيرة» في شرق الفرات في التاسع من أيلول (سبتمبر)، عدم وجود أي تنسيق مع الجيش السوري وحليفته روسيا. من ناحيته، قال الناطق باسم التحالف الدولي الكولونيل ريان ديلون أمس ل «فرانس برس» «بقدر ما يقترب الجيش السوري وقوات سورية الديموقراطية من بعضهما، بقدر ما تصبح الحاجة إلى التيقظ أكبر». كما شدد التحالف في وقت سابق على أهمية احترام خط فض الاشتباك بينه وبين الروس في المعارك الجارية ضد «داعش» في شرق سورية. واتفق الطرفان على إنشاء خط فض اشتباك يمتد من محافظة الرقة (شمال) على طول نهر الفرات باتجاه محافظة دير الزور المحاذية، لضمان عدم حصول أي مواجهات بين الطرفين اللذين يتقدمان على حساب التنظيم. ونادراً ما تحصل حوادث بين الطرفين أو القوات التي تدعمانها، إلا أن «سورية الديموقراطية» اتهمت السبت الجيش الروسي باستهداف قواتها شرق الفرات، الأمر الذي نفته موسكو وأكده «التحالف الدولي». وقال رئيس الأركان الأميركي جو دانفورد الأحد إن الطائرات الحربية الروسية كانت تلاحق عناصر من «داعش» عبروا الفرات لكن غاراتهم طاولت مواقع قريبة من «قوات سورية الديموقراطية» ما أسفر عن إصابة مقاتلين. وأكد «اجرينا اتصالات على كل المستويات لإعادة جعل الفرات منطقة خفض توتر»، مبدياً أسفه لهذا الحادث الذي يشكل «فشلاً» لمساعي خفض التوتر.